الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مشروع لمؤلف "أم كلثوم".. القدر يمنع قصة حياة سيد درويش من صعود المسرح

  • مشاركة :
post-title
سيد درويش

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

دفعت سيرة الراحل سيد درويش، بكل ما تتضمنه من رسائل وطنية وتأثيرها الكبير في الموسيقى، عددًا من الكتاب والمخرجين للتفكير في تقديمها وتحويلها إلى عمل فني إلا أن بعضها تحقق والآخر لم يرَ النور.

الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن -الذي سبق له كتابة أعمال درامية وسير ذاتية عن شخصيات شهيرة مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، والرئيس جمال عبدالناصر- كان من بين المهتمين والشغوفين بتحويل قصة حياة "فنان الشعب" إلى عمل فني، بحسب ما أكدته زوجته الفنانة سميرة عبد العزيز لموقع القاهرة الإخبارية، إذ قالت: "محفوظ كان لديه مشروع مسرحي لتقديم سيرة سيد درويش على خشبة المسرح، وإحياء تراثه وأغنياته بشكل مباشر للجمهور من خلال عمل مسرحي".

اتخذ محفوظ عبد الرحمن خطوات جادة في تقديم مسرحية عن سيد درويش، وقالت سميرة عبد العزيز: "تحمس محفوظ جدًا لهذا المشروع وبالفعل بدأ في الحديث مع الأشخاص الذين عملوا له مسرحياته، وكان يقرأ كثيرًا في سيرته حتى يجمع تفاصيل كثيرة عن حياته وكيف وصل لأن يكون فنان الشعب".

ثمة محاولات من بعض أصدقاء محفوظ عبد الرحمن لإقناعه بتحويل العمل من نص مسرحي إلى مسلسل تليفزيوني ولكنه رفض، معللًا السبب بأنه يرى أن المسرح هو القالب الفني الأنسب لتقديم سيرة سيد درويش، وأنه رجل مسرح بالمقام الأول ومن الأفضل تقديم أغنياته على المسرح أفضل، ولذا كان متحمسًا لعمل مشروع مسرحي.

سميرة عبد العزيز

رغم المحاولات الحثيثة، وقف القدر أمام تنفيذ العمل المسرحي، إذ أكدت سميرة عبد العزيز أن هذا العمل لم يخرج للنور بسبب معاناة زوجها الراحل من المرض الذي اشتد عليه في مراحل حياته الأخيرة، ليمنعه من استكمال المشروع الفني، الذي كان مخططًا له تأريخ وتجسيد سيرة سيد درويش على خشبة المسرح.

تعتبر سميرة عبد العزيز، "فنان الشعب" أول من قدم أغنيات تعكس الهُوية المصرية وألحانها الأصيلة، قائلة: "على الرغم من أن أبناء جيله -سيد درويش- كانوا يستقون ألحانهم من الأعمال الأجنبية نظرًا لظروف الاحتلال ووجود ثقافات مختلفة ومغايرة لثقافتنا ولكنه قدم ألحانًا مصرية".

أكدت "عبد العزيز" أن السبب وراء حماس محفوظ عبد الرحمن للكتابة عن سيد درويش هو رؤيته أن الأخير جسد الهوية المصرية بشكل واضح في أعماله وألحانه الشرقية، ولم يلجأ للألحان الغربية التي استمدها غيره من الثقافات الأجنبية والأتراك والاحتلال الإنجليزي آنذاك.

سيد درويش

على الرغم من قصة حياة سيد درويش الزاخرة والأعمال القوية وإحداثه طفرة موسيقية وفنية، لم تنصفه الدراما، بهذا الحديث عبرت "عبد العزيز" عن الظلم الذي تعرض له فنان الشعب في تأريخ حياته، وتقديم عمل درامي يليق به، وأضافت: "لم يفكر أحد في تقديم أعمال تليق به، رغم أنه قدم الكثير للفن المصري والموسيقى وكان قصة ملهمة ونموذجًا للكفاح وظُلم فنيًا، فلم يتناول أحد بدايته وحياته الموسيقية باعتباره أساس الموسيقى".

أبدت سميرة عبد العزيز استعدادها الكبير للمشاركة في عمل يقدم سيرة سيد درويش قائلة: "شرف كبير لي أن أشارك في عمل عن سيد درويش، بتجسيد دور إحدى زوجاته، إذ تزوج أكثر من سيدة، وكنت متحمسة للمشاركة في العرض المسرحي مع محفوظ عبد الرحمن.

تبرعت سميرة عبد العزيز بمكتبة محفوظ عبد الرحمن بعد رحيله لمكتبة الإسكندرية بما فيها كتب عن سيد درويش، وعن ذلك قالت: "أهديت مكتبة الإسكندرية المكتبة الضخمة التي امتلكها محفوظ عبد الرحمن والتي احتوت على ثلاثة آلاف كتاب"