سعت دولة الهند، لإنجاح قمة العشرين، التي قامت باستضافتها وبدأت أمس السبت، حيث سعى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لإظهار النفوذ الدبلوماسي المتنامي لبلاده، وتسهيل الحوار بشأن القضايا الخلافية بين دول المجموعة. واحتل الرئيس الأمريكي مركز الصدارة في قمة مجموعة العشرين، في وقت حاسم بشأن التحالفات على خلفية أزمة أوكرانيا.
وصرح المستشار الألماني، أولاف شولتس، بأن إعلان قمة مجموعة العشرين، الذي تم الاتفاق عليه أمس السبت، أظهر موقفًا واضحًا حيال الحرب الروسية الأوكرانية، بقوله إنه لا يمكن التشكيك في وحدة أراضي الدول باستخدام العنف، مُضيفًا أن "البيان يدعم وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا"، وفقًا لـ"رويترز".
أوكرانيا غير راضية
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن النقطة الخاصة بالهجوم الروسي للبلاد في بيان قمة العشرين "ليست مدعاة للفخر". وأضافت الخارجية الأوكرانية في بيانٍ، أن وجود كييف في قمة العشرين كان سيعطي المشاركين فهمًا أفضل للوضع في البلاد.
وتبنت مجموعة العشرين "إعلانًا توافقيًا تجنب إدانة روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، لكنه دعا جميع الدول للامتناع عن استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي". وكان قادة مجموعة العشرين أدانوا السبت "استخدام القوة" في أوكرانيا؛ لتحقيق مكاسب ميدانية، لكن من دون ذكر روسيا تحديدًا.
وقال القادة في إعلانهم "فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا بموجب ميثاق الأمم المتحدة، يتعيّن على كل الدول الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها لتحقيق مكاسب ميدانية ضد وحدة الأراضي والسيادة السياسية لأي بلد"، مؤكدين أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في حرب أوكرانيا غير مقبول.
وناشد بيان مجموعة العشرين "جميع الدول المعنية بالتصرف بما يتفق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ككل"، وطالبت المجموعة "بالامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعيًا للاستيلاء على أراض بما يتنافى مع وحدة أراضي وسيادة واستقلال أي دولة"، كما أكدت المجموعة أن "استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مقبول". ودعا البيان روسيا وأوكرانيا إلى "ضمان النقل الفوري والسلس للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من البلدين".
ضربة للدول الغربية
ورأت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن صيغة مجموعة العشرين حول أوكرانيا، تُشير إلى عدم وجود إجماع عالمي لدعم كييف قائلة: "بيان قمة نيودلهي يشير فقط إلى الحرب في أوكرانيا، وهي الصيغة التي رفضها في السابق مؤيدو كييف، مثل الولايات المتحدة وحلفاء "الناتو"، لأنها تعني ضمنيًا أن كلا الجانبين متورطان على قدم المساواة.
وأضافت الصحيفة: "إن البيان الختامي، الذي تم التوصل إليه على مدى أسابيع من المفاوضات بين الدبلوماسيين، كان بمثابة ضربة للدول الغربية، التي أمضت العام الماضي في محاولة إقناع الدول النامية بإدانة موسكو ودعم أوكرانيا".
اعتراض الصين
وأفادت وكالة "بلومبرج"، نقلًا عن مصادر لها، بأن الصين عارضت عقد قمة مجموعة العشرين في الولايات المتحدة عام 2026، وبأن روسيا أيدت الاعتراض الصيني. وأشارت الوكالة إلى أن: "الصين اعترضت على استضافة الولايات المتحدة لمجموعة العشرين في عام 2026".
ونقلت الوكالة عن مصدر قوله، إن الاعتراض الصيني نال الدعم والتأييد من جانب روسيا، وأشار إلى أن اعتراضات الصين كانت مدعومة من روسيا، وتبقى هذه التصريحات والاعتراضات رمزية الطابع؛ لأنه من غير المرجح التراجع عن هذا القرار، وفقًا للوكالة.
ومجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويًا في إحدى الدول الأعضاء؛ لمناقشة خطط الاقتصاد العالمي.
والدول الأعضاء في مجموعة العشرين هي الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم.