أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضرورة صياغة ترتيبات مستقبلية لتحقيق الأهداف المشتركة، وسط تحديات غير مسبوقة تواجهنا اليوم، محورها النظام متعدد الأطراف، استنادًا إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي، وتعظيم دور المؤسسات الدولية في الاستجابة الفعالة للأزمات والتحديات.
وقال "السيسي" -في كلمته، اليوم السبت، خلال أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الثامنة عشر لقادة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، بمشاركة زعماء 30 دولة- إن دور المجموعة يبرز على صعيد معالجة اختلالات الهيكل المالي العالمي، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية التي تواجهها الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بتنامي إشكالية الديون، وتضاؤل جدوى المعونات التنموية، مقابل تعاظم مشروطيات الحصول عليها، واتساع الفجوة التمويلية لتحقيق التنمية المستدامة، والانتقال العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون، بحسب ما نقلته وكالة "أنباء الشرق الأوسط".
أجندة التنمية الإفريقية
وأضاف الرئيس المصري: "في إطار تشرفي بتولي رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (نيباد)، فلقد وضعنا -بالتشاور مع أشقائنا الأفارقة- أهدافًا محددةً لدعم دولنا، تركز على دفع التكامل الاقتصادي القاري، وتسريع تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وحشد الموارد للمجالات ذات الأولوية اتصالًا بالبنية التحتية والطاقة، والاتصالات، وتأمين الغذاء، وكذلك معالجة أزمة ديون القارة، حيث إن كل ذلك يعزز من قدرات القارة على الإسهام في المنظومة العالمية، سياسيًا واقتصاديًا، من أجل تحقيق الاستقرار، والقدرة على مواجهة التحديات العالمية".
التمثيل الإفريقي بمجموعة العشرين
وثمّن تعزيز التمثيل الإفريقي بمجموعة العشرين، مضيفًا أنه من خلال رئاسة مصر الحالية للدورة الـ 27 لمؤتمر المناخ، واستضافتها لقمة شرم الشيخ COP27 في نوفمبر الماضي، "نجحنا في إعادة التوازن للأجندة الدولية للمناخ، لاسيما عبر إدراج فكرة الانتقال العادل للاقتصاد الأخضر، والدعوة لإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار المناخية".
وفي ضوء خطورة التحدي الذي يُشكله تغير المناخ، والتوافق العالمي على أهمية التغلب على ذلك التحدي، فلابد من اضطلاع كل طرف بمسؤولياته، وذلك على أساس مبدأيّ "المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة"، و"الإنصاف"، وتنفيذ ما تم اعتماده من قرارات، وإلا تبددت الثقة وانهارت منظومة العمل متعدد الأطراف.
واتصالًا بجهودنا لاحتواء أزمة الطاقة، أعلنت مصر على هامش مؤتمر شرم الشيخ عن تدشين منتدى دولي لتمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل، بالإضافة إلى ما نتخذه من خطوات، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة، من خلال استضافتنا لمقر منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يسهم في تعزيز استقرار سوق الطاقة.
مركز عالمي لتخزين وتداول الحبوب
وفي إطار مواجهة أزمة الغذاء، أعلنت مصر أخيرًا، عن استعدادها لاستضافة مركز عالمي لتخزين وتداول الحبوب، بالتعاون مع شركاء التنمية، في إطار التكامل مع الجهود المشتركة للتصدي لهذا التحدي، ودعمًا لمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف.
وتابع: "نتطلع إلى أن تسهم قمتنا، في اتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التي تحول دون التعافي الاقتصادي وبلوغ التنمية المستدامة".
وتوجه الرئيس المصري بالشكر لرئيس وزراء الهند على حفاوة الاستقبال، وأعرب عن تقديره للجهد الذي تم بذله في رئاسة مجموعة العشرين، مضيفًا: "نتطلع لأن تخرج برسالة قوية، ترتقي لمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا كقادة، لتحقيق آمال شعوبنا".
كما توجه بالتهنئة للهند على الهبوط الناجح على القمر، وأعرب أيضًا عن ترحيب مصر بالانضمام المستحق للاتحاد الإفريقي إلى عضوية المجموعة.