"تأخر رواتب الموظفين، دعوات للتظاهر، رفض زيارة رئيس الوزراء العراقي"، بعض من أوجه التوترات المتزايدة في مدينة كركوك الواقعة شمال العراق، والتي اعتادت في الآونة الأخيرة على ظهور مشكلات تلو الأخرى، وسط محاولات حكومية جادة لإنهاء العنف المستمر.
تصاعد مؤخرا التوتر بين بغداد وأربيل (عاصمة إقليم كردستان)، الذي انعكس بخروج آلاف المتظاهرين الأكراد في محافظة دهوك، رافعين أعلام الإقليم، احتجاجًا على التأخير في دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وبعدما ردت الحكومة المركزية في بغداد على التظاهرات بأنها نفذت التزاماتها المالية كاملة، من المرتقب أن يتجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى كركوك في محاولة للسيطرة على الوضع، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عراقية.
وأوردت المصادر المحلية أن زيارة "السوداني" جاءت بعد اتصال مع السلطات الأمنية، وأنّه سيتم اتخاذ عدد من القرارات المهمة بشأن كركوك، وسيتم إعلان خارطة الطريق الوطنية لإنهاء الأزمة في المدينة.
دعوات للاحتجاج
وبعد الإعلان عن زيارة السوداني المرتقبة، وصل إلى كركوك عدد كبير من الآليات العسكرية تحمل جنودًا من قوات الجيش والقوات الخاصة، ووحدات من مكافحة الشغب، وذلك بعد ورود أنباء عن مظاهرة كردية محتملة وسط المدينة.
وقال ضابط كبير: إن القوات الأمنية لديها أوامر عليا بمنع أي مظاهرة غير مرخصة، في حين يتوقع مراقبون من سكان المدينة أن الأجواء جاهزة تمامًا للانفجار.
ورغم الخلافات المتكررة بين بغداد وأربيل، استطاعت الحكومة المركزية، برئاسة السوداني، تحسين العلاقات بشكل نسبي، إذ تتهم حكومة الإقليم الحكومة المركزية، منذ فترة طويلة، بعدم إرسال الأموال الخاصة برواتب موظفيها المدنيين.
تظاهرات بسبب الأجور
وتظاهر آلاف الأكراد الأسبوع الماضي، في مدينة دهوك (شمالي العراق)، رافعين أعلام الإقليم احتجاجًا على التأخير في دفع رواتب موظفي الإقليم الحكوميين ومحملين الحكومة المركزية في بغداد المسؤولية.
وتأتي التظاهرة في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي على خلفية توترات بين كردستان والسلطة المركزية، بعد ثلاثة أيام من أحداث شغب دامية شهدتها مدينة كركوك، التي لطالما شكلت نقطة نزاع بين بغداد وأربيل (عاصمة الإقليم).
وتجمع آلاف المتظاهرين، وارتدى بعضهم الزي الكردي وحمل معظم المتظاهرين أعلام إقليم كردستان، كما رُفعت لافتات كُتب على إحداها: "إقليم كردستان وحدة فدرالية دستورية لها كل الحق في حماية وجودها الدستوري"، وأخرى: "نتضامن مع أهلنا في كركوك"، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
أردوغان يحذر من تغييرات جغرافية
ومن جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الابتعاد عن أي ممارسات من شأنها تغيير التركيبة الديموغرافية لمدينة كركوك من أجل الحفاظ على السلام في المنطقة، وفقًا لوكالة الأناضول التركية للأنباء.
وقال الرئيس التركي للصحفيين على متن الطائرة، أثناء عودته من زيارة رسمية لمدينة سوتشي الروسية الأسبوع الماضي، إن "كركوك هي موطن التركمان، ومنطقة تعيش فيها الثقافات المختلفة بسلام لمئات السنين، ولن نسمح بزعزعة أمنها ووحدة أراضيها".
وكانت محافظة كركوك شهدت مطلع الشهر الجاري موجة اضطرابات على خلفية قرار من الحكومة العراقية بتسليم مبنى مقر قيادة العمليات المشتركة المتقدم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، رافقها إحراق إطارات وإطلاق الرصاص أسفر عن وقوع 4 قتلى و13 مصابا واعتقال ما لا يقل عن 40 متظاهرًا.