قال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سوف يتحدث في قمة مجموعة العشرين ليس بوصفه رئيسًا لمصر فقط، ولكن سيتحدث أيضًا بصوت إفريقيا والدول النامية، في ضوء ترؤس مصر لمبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد) ومؤتمر المناخ (COP27)، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط " أ ش أ".
ولفت "فهمي" إلى أنه فيما يتعلق بملف (نيباد)، فإن مصر سوف تتحدث خلال قمة العشرين عن حشد التمويل للمشروعات ذات الأولوية بالقارة الإفريقية، والتي تتمثل في مشروعات البنية التحتية وأجندة التنمية، واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، والطاقة والغذاء والتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، والتحول الصناعي الذي توليه مصر أهمية كبرى وأولوية عاجلة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، خلال زيارته نيودلهي؛ للمشاركة في قمة العشرين، أن الرئيس المصري سوف يركز خلال قمة العشرين على سبل توفير التمويل لمشروعات الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر، وسبل إصلاح النظام المالي العالمي واحتواء الخلل في ذلك النظام، منوهًا بأنه يوجد اعتراف دولي واسع النطاق بضرورة إصلاح ذلك الخلل بالنظام المالي العالمي، وخاصة صندوق النقد والبنك الدوليين.
وأشار إلى أن "السيسي"، سوف يركز خلال أعمال قمة العشرين على مختلف الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، والإفريقية على وجه الخصوص، لاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي على نحو متكافئ، على خلفية ما يوفره ذلك من فرص ومزايا متبادلة تسهم في جذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية لجميع الأطراف، وضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في مواجهة التداعيات السلبية على الاقتصاد والغذاء والطاقة، للعديد من الأزمات العالمية المتلاحقة، فضلًا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار الاتفاقيات والآليات الدولية لمواجهة تغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
مصير مشترك
وأوضح أن مصر والقارة الإفريقية تتشاركان في أولويات واحدة، مثل البنية التحتية وتحديات المستقبل والمصير المشترك، مشيرًا إلى أن مصر عندما تتحدث في المحافل الدولية تأخذ في اعتبارها مصالح الدول الإفريقية.
وأضاف "فهمي" أن الدول الإفريقية تواجه فجوة تمويلية في تنفيذ وتمويل مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية تقدر بتريليونات الدولارات باعتبار أنها الأكثر تضررًا من تداعيات التغير المناخي، رغم أنها الأقل تسببًا فيها.
ولفت إلى أن مصر دائمًا تدعو إلى ضرورة التمسك بمبدأ دولي مستقل في المحافل الدولية والأمم المتحدة يتمثل في "المسؤولية المشتركة مع تباين الأعباء" فيما يتعلق بمواجهة تداعيات تغير المناخ، باعتبار أن الدول الإفريقية لم تكن المتسببة في مشكلة التغيرات المناخية، علاوة على أن قدراتها لا تجاري متطلبات التكيف وتمويل الأضرار الناجمة عن تداعيات التغيرات المناخية، وهي مسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة.
وأوضح أنه من المقرر أن يلقي الرئيس المصري، كلمة خلال الجلسة الأولى من قمة العشرين، تتناول العديد من القضايا المهمة كالتغيرات المناخية وأزمة الطاقة، وغيرها من الأزمات الدولية والإفريقية.
وقال إن برنامج زيارة "السيسي" الهند يتضمن أيضًا عقد بعض اللقاءات الثنائية على هامش قمة مجموعة العشرين، وذلك للتشاور مع القادة والمسؤولين الدوليين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن العالم يمر حاليًا بظروف دولية دقيقة، وتركز الحديث منذ سنوات عن إصلاح المنظومة الدولية وحوكمة منظومة التمويل حتى قبل تفاقم الأزمات التي مر بها العالم أخيرًا، وفي مقدمتها جائحة كورونا وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وارتفاع معدلات التضخم في غالبية دول العالم.
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية إلى أن دلالات مشاركة مصر، في قمة العشرين، تندرج في شقين يتمثل الأول في كونها دولة إقليمية مؤثرة وفاعلة في محيطها الإقليمي سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا، منوها بأن مصر ضمن عدد من الدول وجهت إليها الرئاسة الهندية الدعوة للمشاركة في قمة العشرين.
علاقات تاريخية
وتابع أن مصر ترتبط بعلاقات ثنائية متميزة وقوية مع الهند، وهي علاقات تاريخية ولها زخم حالي تمثل في مشاركة مصر ضيف شرف وحيد في احتفالية الهند بيوم الجمهورية في يناير الماضي، علاوة على الزيارة التاريخية التي أجراها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى القاهرة، في يونيو الماضي، ومنحه قلادة النيل التي تعد الوسام الأرفع في مصر، وكل ذلك يعكس دلالات تؤكد أن مصر لديها علاقات متوازنة مع جميع الدول وتتعامل باستقلالية مع جميع القوى الإقليمية، وهو ما ظهر جليًا خلال الفترة الماضية من خلال انضمام مصر إلى تجمع "بريكس" والعلاقات المصرية القوية مع الدول الغربية.
وأوضح أن التوازن في علاقات مصر الدولية يعد سمة مميزة وأساسية وثابتة تتسم بها السياسة الخارجية المصرية، والتي ترسخت خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن الشق الثاني لدلالة مشاركة الرئيس المصري، في قمة مجموعة العشرين، يتمثل في وجود علاقات قوية بين مصر وكل دول المجموعة، التي بدأت كإطار تنسيقي عقب الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، ثم توسعت لتتحول إلى قمة لرؤساء دول المجموعة بدءًا من عام 2008 عقب الأزمة المالية العالمية.
وقال إن مصر انضمت إلى تجمع "بريكس" الذي يضم في عضويته عددًا من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين، وهي "الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل"، مشيرًا إلى أن مصر شاركت من قبل في عدد من قمم مجموعة العشرين، ولها إسهامات جادة وفاعلة فيها.
وأضاف أن "السيسي"، يشارك في قمة نيودلهي وسط ترؤس مصر لمؤسستين دوليتين مهمتين تتمثل الأولى في "نيباد" التي تعد الذراع التنموي للاتحاد الإفريقي، علاوة على أن مصر باعتبارها عضوًا مؤسسًا للاتحاد الإفريقي تدعم عضوية الاتحاد في مجموعة العشرين، بينما تتمثل الأخرى في رئاسة مصر لمؤتمر المناخ (COP 27).