بدأت روسيا، اليوم الجمعة، الاقتراع في انتخابات على مستويات عدة، تستمر حتى الثلاثاء المقبل، وتشمل أربع مناطق على الأراضي الأوكرانية تسيطر عليها قواتها بشكل كامل أو جزئي، هي دونيتسك ولوجانسك بالشرق، وخيرسون وزابوريجيا بالجنوب (تمثل ما لا يقل عن 15% من مساحة أوكرانيا)، ما أثار تنديد كييف ودول غربية، ووصفوا الخطوة بأنها "صورية" وتعهدت بعدم الاعتراف بنتائجها، فيما أكدت موسكو أنها توافق "المعايير الدولية".
وضمت روسيا المناطق الأوكرانية الأربع، عبر استفتاءات في سبتمبر 2022، رفضتها أوكرانيا وأمريكا والغرب.
ومن المقرر أن يجري مجلس النواب الروسي (الدوما) مداولات في 29 سبتمبر الجاري حول مشروعات قوانين لدمج تلك المقاطعات بأراضيها، فيما عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة بشأن أوكرانيا، وضم المناطق الأوكرانية إليها.
انتخابات غير مشروعة
قال فريد خوجة، مندوب ألبانيا لدى الأمم المتحدة، أن أوكرانيا تواجه اجتياحًا روسيًا واسع النطاق، وإن القصف الروسي دمر 50% من البنية التحتية الأوكرانية.
وأضاف "خوجة"، في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، أن روسيا تعقد انتخابات غير مشروعة بالمناطق الأوكرانية، وأن مؤسسات الاتحاد الروسي لا شرعية لها في أوكرانيا.
وأوضح أن روسيا تأمل قبول سياستها بفرض الأمر الواقع، وتدابير موسكو غير المشروعة باطلة وغير قانونية.
وتابع ممثل ألبانيا لدى مجلس الأمن، أن روسيا قتلت المدنيين الأوكرانيين دون احترام الأمم المتحدة، ويجب العودة إلى اتفاقية الحبوب وتعزيز الأمن الغذائي.
استفتاءات مزعومة
ومن جهته، قال روبرت وود، ممثل واشنطن لدى مجلس الأمن، أن روسيا تواصل انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، وتعقد استفتاءات مزعومة في الأراضي الأوكرانية.
وأضاف "وود"، في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، أن الكرملين يستخدم الانتخابات لإضفاء المشروعية على أعماله، والانتخابات بالمناطق الأوكرانية تمثل انتهاكًا للأمم المتحدة.
وأوضح أن الانتخابات بالمناطق الأوكرانية "وصمة عار" واعتداء على النظام الدولي.
وتابع ممثل واشنطن لدى الأمم المتحدة، أن روسيا تواصل تدمير البنية التحتية الأوكرانية بالصواريخ، ونتواصل مع شركائنا لدعم أوكرانيا عسكريًا.
وأدان نيكولاس دي ريفيير، مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، تنظيم روسيا "استفتاءات مزعومة في أوكرانيا"، والانتخابات في الأراضي الأوكرانية صورية وغير مشروعة، وأوضح أن 143 دولة أكدت تمسكها بسيادة أوكرانيا واستقلالها.
فيما قال ميروسلاف ينتشا، الأمين العام المساعد لأوروبا ووسط آسيا والأمريكتين، إن الاستفتاءات الروسية بالمناطق الأوكرانية باطلة وغير قانونية.
وأضاف "ينتشا"، في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، أن الانتخابات المزعومة بالمناطق الأوكرانية لا أساس قانوني لها، مدينًا أي تدابير تؤدي إلى تردي الأوضاع في أوكرانيا.
وأوضح أن ضم روسيا المناطق الأوكرانية يقوض فرص السلام، في الوقت الذي نحتاج إلى سلام دائم وعادل في أوكرانيا.
روسيا تتمسك بالمعايير الدولية
قال فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، إن المدنيين بالمناطق "المحررة" (التي تسيطر عليها روسيا) يتعرضون للتهديد منذ 2014، لافتًا إلى أن قوات أوكرانية قصفت مختلف مناطق خاركيف بالذخيرة الحية.
وأضاف مندوب روسيا، خلال كلمة بمجلس الأمن حول أوكرانيا، اليوم الجمعة، أن الغرب غير مهتم بأي حل سلمي للأزمة مع كييف، لافتًا إلى أن بلاده تواصل تطوير إقليم دونباس والعديد من المناطق، وأن معظم الأوكرانيين يدركون أن التهديد لا يأتي من موسكو.
وتابع نيبينزيا: "الغرب يشن حربًا هجينة ضد روسيا لكنها فشلت".
وتابع: "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد حرمان مواطني المناطق الأربع (دونيتسك ولوجانسك في الشرق، وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب) من هُويتهم الروسية، مشيرًا إلى أن الاستفتاءات بها تمت وفق المعايير الدولية.
وذكر مندوب روسيا أن مجموعات صغيرة بأوكرانيا تعمل على تقويض ما تحقق، وأن هناك نحو 100 مراقب مستقل راقبوا الانتخابات بالمناطق الأربع، وأن الحكومة وافقت على برامج اجتماعية لتطوير هذه المناطق.
وأشار إلى أنه جرى إنشاء 177 مؤسسة تعليمية و1250 مدرسة بالمناطق الأربع، وأنه سيجرى تنظيم انتخابات بلدية وإقليمية قريبًا في كل من دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا.
استطرد: "المشاركون بالانتخابات بالمناطق الأربع يتعرضون لاستفزازات ومواطني المناطق الأربع يشاركون بالانتخابات رغم التهديد".