بعد 19 شهرًا من الحرب الروسية الأوكرانية، تسعى كييف إحراز تقدمًا ملموسًا على أرض المعركة من خلال الهجوم المُضاد التي بدأته قبل نحو شهرين، إلا أنها تصطدم بارتفاع أعداد الأشخاص الذين يفرون من الخدمة العسكرية، وهو ما ينعكس بالسلب على صفوف الجيش، بحسب موقع "إن تي في" الإخباري الألماني.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لم يُسمح للرجال في سن الخدمة العسكرية بمغادرة البلاد، ولا يزال الكثيرون يحاولون وهو ما كشفته أرقام حرس الحدود الأوكراني، الذي أعلن توقيف 20 ألف رجل في أثناء محاولتهم الهروب.
هروب الآلاف
وقال أندريه ديمتشينكو، المتحدث باسم حرس الحدود، إن حرس الحدود اعتقل نحو 14600 شخص أرادوا مغادرة أوكرانيا بشكل غير قانوني، منذ 24 فبراير من العام الماضي، إلى جانب القبض على نحو 6200 رجل يحملون تصاريح خروج مزورة.
ويحاول العديد من الأوكرانيين تجنب الخدمة العسكرية بعد أن تم القبض على الهاربين عند "الحدود الخضراء"، خاصة مع رومانيا ومولدوفا، وأغلبهم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا.
وأعلنت السلطات بالفعل أن 19 رجلًا على الأقل غرقوا في نهر تيسا، الذي يقع على الحدود مع رومانيا والمجر وحدهما، كما تجمد العديد منهم حتى الموت في أثناء فرارهم عبر منطقة جبال الكاربات.
رشاوى مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية
في بداية الحرب، صدر أمر بالتعبئة العامة مع حظر خروج الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، الذين كانوا خاضعين للخدمة العسكرية، ووفقًا لوكالة إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات"، سجل أكثر من 650 ألف رجل أوكراني تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا كلاجئين في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 والنرويج وسويسرا وليشتنشتاين.
وذكر "زيلينسكي" أنه دفعت رشاوى تصل 13700 يورو مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية، مُعلنًا أنه في نهاية أغسطس ستراجع السلطات جميع حالات وقف الخدمة لأسباب صحية مزعومة.
وتزدهر في أوكرانيا بيع وثائق الإعفاء من الخدمة العسكرية، وبعد موجة من المداهمات والاعتقالات على مكاتب التجنيد بأمر من الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وصل سعر هذه الأوراق الآن أكثر من 10 آلاف يورو، بحسب القضاء الأوكراني.
وزار زيلينسكي، أمس الثلاثاء، جنوده على خط الجبهة قرب باخموت شرق أوكرانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية، فيما تأتي هذه الزيارة عقب إقالة أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، بعدما أعلنت كييف الأسبوع الماضي، إحرازها بعض النجاحات التكتيكية في هجومها المضاد.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية، أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي تنقل إلى الخطوط الأمامية، لتفقد الوضع على الجبهة الأمامية بالقرب من باخموت شرق البلاد، مضيفًا: "زار فولوديمير زيلينسكي الوحدات التي تشن هجمات في منطقة باخموت"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.