تشهد فرنسا حاليًا تركيزًا قويًا من قِبل الرئيس إيمانويل ماكرون على قطاع التعليم، ووصفت صحيفة "لوموند"، هذا الاهتمام، بأن ماكرون جعل من التعليم "نطاقه الخاص"، حيث لاحظ المراقبون تكرار تدخلاته ومحاولته توجيه أدق تفاصيل سياسة التعليم في فرنسا، من خلال عقد اجتماعات مُكثفة مع المسؤولين عن القطاع والإجابة على أسئلة الطلاب.
حوار ماكرون الطويل
يُعد حوار الرئيس ماكرون الذي استمر قرابة ساعتين مع المدون واليوتيوبر الشهير، هوجو ترافير، أحد أبرز مظاهر تركيزه الكبير على قضايا التعليم والطلاب، إذ تناول الحوار قضايا مثل التنمر الإلكتروني وتغير المناخ وغيرهما من المواضيع التي تشغل بال الطلاب.
ودافع ماكرون خلاله عن قرار حظر الحجاب في المدارس الحكومية باعتباره يحمي العلمانية، رغم انتقادات "ترافير" لذلك. وبذلك يكشف هذا الحوار عن رغبة ماكرون الفعلية بالوصول مباشرة إلى الطلاب والشباب.
تجربة الزي الموحد
وأعرب ماكرون خلال حواره عن رغبته بأن يزرع كل طالب في السنة السادسة شجرة، في إطار خطة فرنسية لزراعة مليار شجرة خلال 10 سنوات، كما أيد فكرة إدخال الزي الموحد في بعض المدارس باعتباره قد يقلل من التنمر، وتشير هاتان النقطتان إلى اهتمام ماكرون بقضايا البيئة والتعليم على حدٍ سواءً من خلال تدابير عملية.
وخلال الحوار، تطرق ماكرون أيضًا إلى أهمية مبادئ العلمانية في المدارس الفرنسية، في إشارة غير مباشرة لقرار حظر الحجاب، كما ذكر رغبته في إنشاء بطاقة للنقل العام على غرار النموذج الألماني، لتشجيع الطلاب على استخدام وسائل النقل العام. وبذلك يظهر سعيه لتعزيز قيم العلمانية من جانب، وتيسير الوصول إلى التعليم من جانب آخر.
التركيز على التعليم
وترى الصحيفة الفرنسية أنه بشكل عام يلاحظ من خلال هذه التدابير والتصريحات المتكررة للرئيس ماكرون، تركيزه الشديد على قطاع التعليم، سواءً من خلال الاجتماعات المباشرة أو وضع الخطط والسياسات المتعلقة به.
ويبدو أنه جعل من هذه القضية إحدى أولوياته الرئيسية خلال الفترة الحالية، رغم بعض الانتقادات التي توجه لبعض توجهاته.
ومن المتوقع أن يستمر ماكرون بتركيزه القوي على هذا القطاع الحيوي خلال السنوات المقبلة.