أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية حصولها على نحو 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات من شركائها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في الوقت الذي يحاول فيه القادة الأوكرانيون والغربيون تعزيز الهجوم المضاد التي تشنه كييف، الذي كان يسير ببطء في أولى مراحله، لاختراق خطوط الدفاع الروسية شديدة التحصين وشل آلة موسكو العسكرية.
أسلحة وذخيرة ومعدات
في وقت سابق من اليوم الأحد، قال ألكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية: "إذا قمنا بحساب وتقييم جميع حزم المساعدات، فأعتقد أننا تلقينا بالفعل نحو 100 مليار دولار أمريكي منذ بدء الصراع"، مشيرًا إلى أن هذه الأموال جاءت في صورة أسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية.
وأضاف ريزنيكوف: "حيث القيمة، أعتقد أننا تلقينا ما يصل إلى 100 مليار دولار من الأسلحة ووحدات المعدات العسكرية المختلفة والذخيرة والقذائف والطلقات"، لافتًا إلى أن نحو 60 مليار دولار من هذه المساعدات جاءت من الولايات المتحدة وحدها.
وحسب وزير الدفاع، فإن الحصة الأكبر من ميزانية وزارة الدفاع الأوكرانية، يتم إنفاقها على الدعم المالي للجيش والتعويضات.
تأرجح الدعم الأمريكي
كانت وكالة "رويترز" للأنباء، ذكرت أمس السبت، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سترسل لأول مرة ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، التي من شأنها تدمير الدبابات الروسية،
وكجزء من مساعدات عسكرية جديدة لكييف من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل، تخطط واشنطن لتزويد أوكرانيا بأنواع مختلفة من صواريخ "أمرام" جو-جو المُعدلة لزيادة مداها، التي يمكن أن تغطي مسافة من 160 إلى 180 كيلومترًا، وفقا لإعلان القوات الجوية الأوكرانية، أمس السبت.
ويُذكر أن الولايات المتحدة تعهدت بأكثر من 60 مليار دولار في المساعدات لأوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، ويتضمن ذلك أكثر من43 مليار دولار مساعدات عسكرية.
لكن بعد مرور عام ونصف العام على الصراع، فإن الدعم الشعبي الأمريكي لتمويل الحرب يتأرجح، وخاصة بين الجمهوريين.
مساعدات أمنية وعسكرية وإنسانية
وبحسب موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، فإن الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول الداعمة لأوكرانيا في الحرب، فخلال الفترة ما بين 24 يناير 2022 و20 نوفمبر 2022، بلغ الدعم الأمريكي 196 مليار دولار على هيئة مساعدات مالية وعسكرية وإنسانية.
وبعد ستة أشهر من الحرب، تعهد البنتاجون بأكبر دفعة من المساعدة الأمنية لضمان قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الدفاع عن نفسها، بحسب تصريحات وزارة الدفاع الأوكرانية.
وبعد مرور عام على الحرب، أعلنت إدارة بايدن عن مساعدة أمنية إضافية بقيمة ملياري دولار، كجزء من الالتزام بأمن أوكرانيا على المدى الطويل، لتكون حصيلة العام 31.8 مليار دولار.
وفي المركز الثاني، جاءت ألمانيا بعد واشنطن، إذ قدمت خلال الفترة نفسها، 172 مليار دولار لكييف.
أما بقية الدول الحليفة لواشنطن، فساهمت بأقل من 75 مليار دولار من إجمالي المساعدات، أغلبها من المملكة المتحدة (28.2 مليار دولار) وبولندا (24.3 مليار دولار) وإستونيا (5.48 مليار دولار).
اختراق الخطوط الروسية شديدة التحصين
وفي وقت سابق من اليوم، زعم جنرالات أوكرانيون أنهم اخترقوا خط الدفاع الأول لروسيا في الجنوب، بحسب إذاعة "بي بي سي" نيوز، فيما قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة الماضي، إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في اختراق الخط الثاني.
ورفعت القوات الأوكرانية علم كييف فوق القرية منذ أكثر من أسبوع، فيما تحاول الآن التمهيد لوحدات المشاة ومدرعات الضخمة بالمرور دون التعرض للقصف الروسي، وفقًا لـ"بي بي سي" نيوز.
وركز الهجوم المضاد الذي شنه الجيش الأوكراني بدعم غربي في الأسابيع الأخيرة إلى تمهيد الأجواء حول قرية روبوتاين الصغيرة، على بُعد نحو 56 كيلومترًا جنوب شرق مدينة زابوريجيا.
وتتوقع الإذاعة البريطانية أنه إذا أمكن تحقيق ذلك، فهناك احتمال أن يكتسب الهجوم الأوكراني زخمًا مع اقترابه من خطي الدفاع الثاني والثالث، اللذين قد لا يكونان بنفس قوة الخط الأول.