الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعم أوكرانيا بـ"باليورانيوم المنضب".. الرد الروسي ومخاطر الاستخدام يثيران القلق

  • مشاركة :
post-title
قذائف اليورانيوم المنضب - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

فصل جديد من الخلاف تشهده الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد أن كشفت وثيقة أمريكية رسمية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تستعد لإرسال قذائف خارقة للدروع، تحتوي على اليورانيوم المنضب، لأول مرة، في محاولة جديدة، لدعم هجوم كييف المضاد، ومحاولة مساعدتها في كسر الدفاعات الروسية، وسط جدل كبير حول هذا السلاح.

السلاح القادر على تدمير الدبابات الروسية، يأتي ضمن حزمة مساعدات جديدة لكييف، مقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل، بنحو 240 مليون دولار، إلا أنه يثير الكثير من الجدل كلما جرى الحديث عنه، لما يمثله من خطر على الصحة بعد إطلاقه بفترات كبيرة. 

ويمكن إطلاق ذخائر اليورانيوم، من دبابات أبرامز الأمريكية، التي تستعد كييف لتسلمها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين، أن محتوى الحزمة وقيمتها قيد الإعداد.

ولا تعد الذخائر الأمريكية التي تضم اليورانيوم المنضب، هي الأولى التي تصل إلى أوكرانيا، إذ أرسلت بريطانيا ذخائر تحتوي عليه في وقت سابق من هذا العام، لكنها الشحنة الأمريكية الأولى.

روسيا حذرت سابقًا

ولم تعلق روسيا على الوثيقة الجديدة حتى اللحظة، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حذر في وقت سابق، من إمداد الغرب لأوكرانيا بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب، قائلًا إنه "في حال بدأ الغرب الجماعي باستخدام أسلحة ذات مكون نووي، فستضطر روسيا إلى الرد".

أما وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فقال في مارس الماضي، ردًا على إرسال بريطانيا لقذائف اليورانيوم المنضب إلى كييف، إن هذه الخطوة ستضطر موسكو للرد، مع مراعاة العقيدة العسكرية الروسية.

وأكد بوتين، في يونيو الماضي، أن روسيا تحتفظ لنفسها بحق استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب، وقد تقوم بذلك ردًا على استخدامها من طرف كييف، مضيفًا: "لدينا الكثير من هذه الذخيرة وإذا استخدمتها كييف فإننا نحتفظ بالحق في استخدامها".

بوتين
ما هو اليورانيوم المنضب؟

اليورانيوم المنضب أو المستنفد، عبارة عن منتج ثانوي لعملية تصنيع الوقود لأنواع معينة من المفاعلات والأسلحة النووية، وهو الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب، ورغم أنه أقل إشعاعيًا بكثير من اليورانيوم الطبيعي، لكن آثاره تبقى لفترة طويلة.

ومن الناحية الكيميائية اليورانوم المنضب "DU"، هو معدن ذو كثافة عالية جدًا، ومناسب للاستخدام "السلمي"، إذ يدخل في العديد من الصناعات التجارية، كالسفن والطائرات، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ولليورانيوم المنضب، قوة إشعاعية تمثل 40% فقط من قوة النشاط الإشعاعي لليورانيوم الطبيعي، ويستخدم في زيادة قوة دروع المعدات العسكرية، وكذا صناعة ذخيرة خارقة للدروع، بسبب قدرته على الاشتعال عند الاصطدام، كما أن له قدرة "الشحذ الذاتي"، وبالتالي يستخدم في صناعة مقذوفات مصممة للمساعدة في اختراق الدروع.

بدأ إنتاج قاذفات اليورانيوم المنضب من قبل الجيش الأمريكي في سبعينات القرن الماضي، وبعدها أضافته الولايات المتحدة إلى دروع الدبابات المركبة وذخيرة الهجوم البري للقوات الجوية A-10 المعروفة باسم "قاتل الدبابات".

ويمكن لدبابات أبرامز إم 1، وتشالنجر 2 البريطانية، إطلاق قذائف اليورانيوم المخصب.

ما مخاطر استخدام اليورانيوم المنضب؟

يشير الموقع الإلكتروني لوزارة شؤون المحاربين القدامي الأمريكية، إلى أن اليورانيوم المنضب الذي يدخل الجسم يمكن أن يصبح خطرًا محتملًا على الصحة، بسبب خصائصه الإشعاعية، وأن احتمالية حدوث مخاطر طويلة الأجل من سُميّته الكيميائية مثير للقلق، ولكن مجرد الاقتراب من هذه الذخيرة لن يكون ضارًا بالصحة.

ورسميا ذخائر اليورانيوم المستنفد ليست أسلحة نووية أو كيميائية، ولا يحظر استخدامها أو تصنيعها بأي شكل من الأشكال في الاتفاقيات الدولية، 

وأشارت نتائج الدراسات التي شاركت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن التهديد الإشعاعي للسكان والبيئة الناتج عن التلوث المحلي للمنطقة بجزيئات صغيرة من اليورانيوم ليس كبيرًا، ولكن اكتشاف ذخائر كاملة تحتوي على اليورانيوم المضنب، تزداد خطورة التعرض للإشعاع لمن يتصل بمثل هذه الذخائر بشكل مباشر، وفقًا لموقع الأمم المتحدة.

أما تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الصادر في عام 2022، قال إنه قلق بشأن احتمال استخدام اليورانيوم المستنفد في أوكرانيا، محذرًا من أنه يمكن أن يتسبب في "تهيج الجلد والفشل الكلوي وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان".

وجاء في التقرير أن "السُميّة الكيميائية لليورانيوم المستنفد تعتبر قضية أكثر أهمية من التأثيرات المحتملة لنشاطه الإشعاعي"