ارتفع الطلب على الأسلحة والمعدات العسكرية والذخيرة عالميًا، خصوصًا وأن بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الحلفاء الغربيين يمدّون أوكرانيا بالأسلحة لتعزيز قواتها في مواجهة روسيا.
وفى هذا الصدد، تعتزم شركة الدفاع البريطانية "بى أيه إي سيستيمز"، إنشاء كيان محلى في أوكرانيا، ووقعت اتفاقيات مع حكومة كييف، للمساعدة في زيادة إمداداتها من الأسلحة والمعدات، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية.
وقالت الشركة إنها ستعمل بشكل مباشر مع كييف لاستكشاف الشركاء المحتملين لخطة إنتاج أسلحة مدفعية خفيفة عيار 105 ملم في أوكرانيا وفهم متطلبات أوكرانيا بشكل أفضل.
باعتبارها أكبر مقاول دفاعي في المملكة المتحدة، قامت "بى أيه إي سيستيمز" بتصنيع الكثير من المعدات التي قدمتها بريطانيا والحكومات الأخرى لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وتعد بريطانيا موردًا دفاعيًا رئيسيًا لأوكرانيا، وأصبحت في مايو أول دولة تبدأ بتزويد كييف بصواريخ كروز طويلة المدى.
وغرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعه مع تشارلز وودبرن الرئيس التنفيذي لشركة "بى أيه إي سيستيمز" قائلًا: "إن أفضل الأسلحة التي تساعد مقاتلينا حاليًا في الدفاع عن أوكرانيا يجب أن يتم إنتاجها في أوكرانيا".
وأضاف زيلينكسى:"إن تطوير إنتاج الأسلحة لدينا هو أولوية قصوى".. وكان زيلينسكي قال في مايو، إن الجانبين يعملان على فتح مكتب لشركة "بي أيه إي" في أوكرانيا.
وحسب "الجارديان"، تحرص كييف على تعزيز ترسانتها، من الطائرات بدون طيار والذخائر إلى الدبابات، بينما تحاول أيضًا تعزيز فرص العمل في اقتصاد مزقته الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن "بي أيه إي" التي استفادت من زيادة الإنفاق الدفاعي نتيجة للصراع، تقوم بتوفير خدمات التدريب والإصلاح للقوات المسلحة الأوكرانية.
ووقعت أوكرانيا أيضًا بيان نوايا مع السويد لتعزيز التعاون في إنتاج وتشغيل عائلة المركبات المدرعة "سي في 90"، التي تصنعها وحدة سويدية تابعة لشركة "بي أيه إي".
وتدرس شركات الدفاع الغربية الفرص المتاحة لتصنيع أسلحة في أوكرانيا مقابل المخاطر الأمنية المحتملة.
وأعلنت شركة أسلحة مقرها أوكرانيا، التي تحمل اسم "دروع أوكرانيا"، في الأسبوع الماضي بشكل منفصل أنها استأنفت الإنتاج بالكامل، وسلمت أكثر من 600 مدفع هاون إلى الجيش الأوكراني.
وقال فلاديسلاف بيلباس، الرئيس التنفيذي لشركة "دروع أوكرانيا": "منذ بداية الحرب، استولى العدو- يقصد الروس- على جزء من طاقتنا الإنتاجية في شرق البلاد". "لقد وجدنا طريقة لاستئناف دورات الإنتاج وإجراء اختبارات التأهيل وبدء إنتاج قذائف الهاون عيار 60 ملم و82 ملم و120 ملم في المواقع المنقولة".
وقالت الشركة أيضًا إنها تنتج الذخيرة بالشراكة مع الشركات المصنعة في العديد من الدول الأوروبية، حيث تم تسليم ألف قذيفة مدفعية عيار 122 ملم خلال الأسبوع الماضي.
وتنتج شركة "دروع أوكرانيا" أيضًا مركبات مدرعة من طراز "فارتا" و"نوفاتور".
وكانت "بي أيه إي سيستمز" البريطانية، أعلنت في الذكرى الأولى للحرب في أوكرانيا، التي وافقت 24 فبراير الماضي، أن الأرباح سترتفع مرة أخرى هذا العام بعد أن قفزت العام الماضي حيث تستمر الحرب في أوكرانيا ما يدفع الدول أحيانًا إلى زيادات ضخمة في الإنفاق العسكري.
وارتفع الطلب على الأسلحة والمعدات العسكرية والذخيرة عالميًا خصوصًا وأن بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الحلفاء الغربيين يمدّون كييف بالأسلحة ويتطلعون إلى تعزيز مخزوناتهم العسكرية.
وقالت "بي أيه إي سيستمز" في فبراير الماضي، إنها تتوقع أن ترتفع أرباح سهمها بنسبة تتراوح من خمسة بالمئة إلى سبعة بالمئة هذا العام، بعدما سجّل السهم الواحد قفزة كبيرة في 2022 بلغت 9.5 بالمئة.
وتفوق هذه الأرقام كل التوقعات السابقة للشركة. وتنتظر "بي أيه إي سيستمز" أيضًا أن تزيد مبيعاتها ما بين 3 و5 بالمئة في 2023. وكانت الشركة تلقت طلبيات دولية لشراء المقاتلات والغواصات والمركبات القتالية بمبالغ قدرها نحو 70 مليار يورو. وفي العام 2021 تلقت طلبيات بقيمة 44 مليار فقط.
وفي مارس الماضي، تلقت الشركة دفعة كبرى أخرى، حين تم الكشف عن عقود دفاعية جديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بموجب اتفاقية "أوكوس" الأمنية التي جاءت على حساب فرنسا. وسمحت هذه الاتفاقية بتوريد غواصات تعمل بالدفع النووي لأستراليا.