الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لتخفيف التوتر.. مساع كورية جنوبية لتحسين العلاقات مع الصين وروسيا

  • مشاركة :
post-title
علما كوريا الجنوبية والصين ـ أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

وسط التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان، تسعى كوريا الجنوبية بنشاط إلى تحقيق استقرار علاقاتها الدبلوماسية مع الصين وروسيا، وكانت العلاقات قد توترت بسبب المواجهات بين تحالف سول وواشنطن وطوكيو من جهة، وبيونج يانج وبكين وموسكو من جهة أخرى.

وبالنسبة لكوريا الجنوبية، فإن الحفاظ على علاقات مستقرة مع الصين وروسيا يمثل أهمية كبيرة، خاصة مع استعداد كوريا الشمالية لإعادة فتح حدودها بعد الإغلاق المطول بسبب فيروس كورونا، وبالإضافة إلى ذلك، تؤكد الجهود التي تبذلها كوريا الشمالية لتطبيع العلاقات مع حلفائها الرئيسيين على حاجة كوريا الجنوبية إلى ضمان علاقات دبلوماسية مستقرة مع جيرانها، وذلك بحسب صحيفة "كوريا تايمز"، الكورية الجنوبية.

استجابة إيجابية وحذرة

وكانت استجابة الصين للجهود التي تبذلها كوريا الجنوبية لتحسين العلاقات الثنائية إيجابية بحذر، ويشير المحللون إلى أن الصين تشعر بالقلق المتزايد إزاء توسع النظام الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال شرق آسيا، كما يتضح من رد فعلها على القمة الثلاثية التي ضمت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، والتي عقدت في كامب ديفيد في وقت سابق، ورغم أن التقدم في العلاقات قد لا يكون سريعا، فإن بعض التحسن في علاقات كوريا الجنوبية والصين أصبح واضحًا، ما يشير إلى التحول من الركود المطول في هذه العلاقات، بحسب الصحيفة

التزام بتعزيز العلاقات الاقتصادية

وتشير التفاعلات الأخيرة بين كبار الدبلوماسيين من كوريا الجنوبية والصين إلى إمكانية تحسين العلاقات، وكانت الزيارة التي قامت بها النائبة الثانية لوزير خارجية كوريا الجنوبية "أوه يونج جو" إلى بكين، حيث التقت بمساعد وزير التجارة الصيني لي فاي، بمثابة خطوة بالغة الأهمية، وعقدا الاجتماع السابع والعشرين للجنة الاقتصادية الثنائية المشتركة، ما أظهر الالتزام بتعزيز العلاقات الاقتصادية وتحقيق استقرار سلاسل التوريد.

قمة ثلاثية مع الصين واليابان

وفي منتدى بليد الاستراتيجي لعام 2023 في سلوفينيا، أكد وزير خارجية كوريا الجنوبية، بارك جين، على أهمية الحفاظ على العلاقات الودية مع الصين، وأضاف أن شراكة كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة واليابان وعلاقتها مع الصين ليست متنافية، وبدلاً من ذلك، تهدف كوريا الجنوبية إلى إقامة علاقة صحية وناضجة مع الصين تقوم على الاحترام المتبادل، والمعاملة بالمثل، والمصالح المشتركة. كما أكد الوزير بارك التزام كوريا الجنوبية بعقد قمة ثلاثية مع الصين واليابان خلال العام.

وتغيرت استجابة الصين للشراكة الثلاثية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان في أعقاب قمة كامب ديفيد، ويشير هذا إلى أن الصين ترى أن الحفاظ على علاقات عدائية مع سول قد يدفعها أقرب إلى التحالف مع واشنطن، وبالتالي فإن هناك احتمالات كبيرة لعقد قمة ثلاثية تضم كوريا الجنوبية والصين واليابان في غضون هذا العام.

وبدأت القمة الثلاثية، التي ضمت قادة من كوريا الجنوبية والصين واليابان، في عام 2008 وعقدت ثماني مرات قبل أن تتوقف في ديسمبر 2019 بسبب توتر العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان بسبب خلافات تاريخية، وتشير تقارير وسائل الإعلام اليابانية الأخيرة إلى أنه من المتوقع أن يجتمع دبلوماسيون رفيعو المستوى من الدول الآسيوية الثلاث في سول في أواخر سبتمبر، ما قد يمهد الطريق لاستئناف الاجتماع الثلاثي.

إشارات إيجابية

وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، تسعى كوريا الجنوبية جاهدة للحفاظ على العلاقات مع موسكو على الرغم من البيئة الدبلوماسية الصعبة الناشئة عن الحرب المستمرة في أوكرانيا، وتعتبر الزيارات المتبادلة لكبار الدبلوماسيين من البلدين إشارات إيجابية توضح الاستعداد للانخراط رغم الظروف الجيوسياسية. وفي حين أن بناء الثقة المتبادلة وإيجاد أرضية مشتركة قد يكون أمرًا صعبًا، فإن كلا البلدين لديهما أجندات مثل السلام ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية يمكنهما العمل عليها بشكل مشترك.