الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"خطأ تاريخي".. اليونسكو تعيد شعب تسمانيا للحياة مجددا بعد 40 عاما

  • مشاركة :
post-title
بحيرة في جزيرة تسمانيا بأستراليا ـ أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أقدمت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو)، على إزالة خطأ تاريخي بعد اعتبارها مواطني تسمانيا (جنوب شرق أستراليا) "شعب منقرض" لمدة 40 عامًا، حيث رفعت هذه الوثيقة من أرشيفها، في خطوة يرى فيها شعب تسمانيا إعادة لحقهم في الوجود، لكنها في الوقت ذاته لا تمحي الأضرار التي عانوا منها طوال تلك الفترة.

و"تسمانيا" جزيرة أكبر قليلاً من حجم ولاية فرجينيا الغربية، في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقع على بعد 200 ميل قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا. وتشير النتائج الأثرية والتاريخ إلى أن هؤلاء السكان الأصليين السود عبروا الجزيرة إلى جسر قديم يربط تسمانيا بقارة أستراليا.

تناولت الوثيقة قصة شعب تسمانيا الأصلي الذي تم إعلانه "منقرضًا" بشكل خاطئ في ورقة نشرها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة عام 1982 لضمها إلى قائمة التراث العالمي. واحتوت على بيان غير دقيق يزعم أن "شعب تسمانيا الأصلي الآن سلالة بشرية منقرضة"، كجزء من عملية الترشيح لإعلان منطقة التراث العالمي للحياة البرية في تسمانيا.

كان هذا البيان مثيرًا للجدل ومهينًا لتاريخ وثقافة الشعب التسماني الأصلي. ومع مرور الوقت، تم جمع المزيد من الأدلة التي تثبت وجود هذا الشعب وتاريخهم الطويل في تسمانيا، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. 

رفض اليونسكو في مايو الماضي، إزالة هذه الوثيقة عندما طلبتها وزارة البيئة الأسترالية. لكنها الآن قررت إزالة الوثيقة واعترافها بالخطأ.

حزن شعب تسمانيا

قال رودني ديلون، المسؤول في مجلس التراث الأصلي في تسمانيا، لصحيفة "الجارديان" البريطانية: "لقد شعر شعبنا بالحزن والألم. هذا نمط سلوكيات مألوفة لدى هذه المؤسسات منذ قرون".

وبحسب الصحيفة البريطانية، أشارت وزيرة البيئة الأسترالية تانيا بليبرسيك إلى أنها طلبت من اليونسكو تصحيح السجل خلال اجتماع في باريس. ورحبت الآن بإزالة الوثيقة المسيئة، على حد وصفها.

وقال متحدث باسم اليونسكو لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية: "بمجرد إبلاغ مركز التراث العالمي بهذه القضية، تمت إزالة الوثيقة من موقع التراث العالمي في انتظار المراجعة من قِبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهي الهيئة الاستشارية لليونسكو التي أصدرت الوثيقة في عام 1982".

وأكد متحدث اليونسكو "التزام المنظمة الشديد بالاعتراف بالسكان الأصليين وأخذهم في الاعتبار من أجل حماية مواقع التراث العالمي".

وأضاف "وبالتالي اتفق مركز التراث العالمي مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على تعديل تقريره لعام 1982 ليأخذ في الاعتبار البيانات العلمية التي تم جمعها منذ ذلك التاريخ، التي تؤكد أن سكان تسمانيا لم ينقرضوا".

ما كتب لا يمحى بسهولة

بالرغم من الخطوة الإيجابية التي أقدمت عليها اليونسكو بإزالة الوثيقة المسيئة، إلا أن هذا الخطأ التاريخي لن يُنسى أبدًا من قبل شعب تسمانيا الأصلي. فقد ظلت هذه الوثيقة قائمة لأكثر من 40 عامًا وشاعت بشكل واسع داخل المجتمعات العالمية.

وبحسب صحيفة "الجارديان"، يرى خبراء تاريخيون أن هذا الخطأ ساهم في إخفاء الهوية الثقافية للشعب التسماني ومحو تاريخهم الحقيقي على مدار عقود. وقد تعلمت الأجيال المتعاقبة معلومات غير صحيحة بشأن هويتهم ومصير أسلافهم.

كما أكد ديلون أن إزالة الوثيقة "لا تعوض بأي حال من الأحوال" عن الضرر النفسي والثقافي الذي لحق بالشعب التسماني جراء هذا الخطأ. ودعا إلى خطوات إضافية من قبل اليونسكو لإصلاح تاريخها والاعتذار رسميًا لهذا الشعب".