نظم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أول تجمع له، اليوم الأحد، محاولًا استقطاب الناخبين من الطبقة العاملة فيما رآه معارضون سياسيون بداية السباق لخلافة الرئيس إيمانويل ماكرون.
ويمنع الدستور ماكرون من الترشح لولاية ثالثة، فيما يستعد المرشحون المحتملون من معسكر يمين الوسط، ومن بينهم دارمانان ورئيس الوزراء السابق إدوار فيليب ووزير المالية برونو لو مير، بالفعل لخوض انتخابات 2027، بحسب "رويترز".
ويبدي دارمانان على نحو متزايد تطلعه إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكان ينتمي لتيار المحافظين في السابق ومعروف عنه أنه شديد اللهجة ويتولى حاليًا مهمة الحفاظ على النظام في بلد يشهد احتجاجات متكررة.
وجمع اليوم نحو 100 من المشرعين و12 وزيرًا في دائرته الانتخابية في توركوا، وهي بلدة تسكنها الطبقة العاملة في شمال فرنسا.
ويسعى دارمانان، ابن عامل النظافة السابق المنحدر من أصل جزائري، إلى استمالة الناخبين من الطبقة العاملة، إذ يقول إنهم يشعرون بأنهم محتقرون وقد يأتون بزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى السلطة في عام 2027 إذا فشلت الحكومة في الاستماع إلى مخاوفهم.
وقال دارمانان في توركوا: "سواء كان ذلك صحيحًا أم خطأ، فإن الطبقات العاملة في بلادنا لا تشعر بأنها تحظى بالاهتمام والتمثيل الجيد. أفرادها يشعرون بأنهم لا يعنون الكثير وأنهم هدف للسخرية بل وللازدراء في بعض الأحيان". وأشاد في حديثه أيضًا بجهود ماكرون.
وأضاف دارمانان "يجب أن يحرص السياسي على الاستماع".
واعترف دارمانان بوجود تكهنات حول ترشحه للرئاسة لخلافة ماكرون، لكنه لم يصل إلى حد الإعلان رسميًا عن تلك الخطوة.
لكن مبادرة الرجل البالغ من العمر 40 عامًا أثارت حفيظة بعض المقربين من ماكرون.
وقال ستيفان سيجورني، كبير المستشارين السياسيين السابق لماكرون، وهو الآن عضو في البرلمان الأوروبي، في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان الأسبوع الماضي: "الأفكار يجب أن تأتي قبل الأشخاص"، وذلك لدى سؤاله عن دارمانان. وأضاف أنه من السابق لأوانه اختيار المرشحين لخلافة ماكرون.
ومع هذا، قال زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون على منصة إكس "في توركوا، بدأ عصر ما بعد ماكرون".
لكن ماكرون نفسه لم يعلن بعد الخليفة المفضل له.
وكلف دارمانان تحديدًا بجمع التأييد اللازم في مجلس النواب لإقرار مشروع قانون طال انتظاره للحد من الهجرة غير الشرعية.