مع اقتراب الحكومة الإسرائيلية من دفع "قانون التجنيد" الذي يعفي المتدينين من الخدمة الإلزامية في الجيش، تحبس إسرائيل أنفاسها تحسبًا لأزمة أمنية جديدة وصفها مراقبون بأنها قد تدمر جيش الاحتلال الذي لم يتعاف من أزمة الاحتجاجات والاستقالات، رفضًا لـ"التعديلات القضائية" التي مررها البرلمان الإسرائيلي منذ شهر.
الأكثر خطورة
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يسعى إلى تمرير "قانون التجنيد" الذي يمكن القول إنه "الأكثر خطورة" خلال فترة ولايته كرئيس وزراء، وذلك لاستمالة الأحزاب اليهودية المتشددة في إسرائيل "الحريديم" التي كثفت ضغطها أخيرًا على نتنياهو للوفاء بالوعد الذي قطعه قبل تشكيل الائتلاف.
ونقل موقع "سروجيم" الإسرائيلي عن إسحاق جولدكنوبف، رئيس حزب "يهودوت هاتوراه" الحريدي، أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر، الذي ينعقد الأحد من كل أسبوع، ركز على "قانون التجنيد" ومناقشة كيفية تنفيذه، خاصة في ظل الاعتراضات التي تشهدها دولة الاحتلال.
إعفاء المتشددين من الخدمة
جدير بالذكر أن بنيامين نتناهو استعان بقادة الأحزاب اليمينة التي تضم متطرفين مدانين بالإرهاب، للعودة مجددًا إلى السلطة في انتخابات الكنيست الـ25، التي جرت في نوفمبر الماضي، وفي مقابل دعمه، التزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بحزمة شروط من بينها إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ولكن مع تلكؤ "نتنياهو" في تنفيذ مطالب "الحريديم"، هدد قادتهم بالانسحاب من الائتلاف وتفكيكه حال عدم الالتزام بالشروط، ما أثار قلقًا كبيرًا داخل حزب "الليكود" الحاكم وأجبرهم على مناقشة تمرير القانون رغم قلقهم من تداعيات تمريره، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
تداعيات أمنية وأزمة ثقة
وبحسب المصدر، سيكون لهذا القانون تداعيات أمنية خطيرة ستجر البلاد إلى الهاوية، وتزيد الفجوة بين الائتلاف الحكومي وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية الذين توسلوا لنتنياهو على مدار الأشهر الأخيرة بالتراجع عن دفع "التعديلات القضائية" التي سببت "أزمة احتياط" لم تشهدها إسرائيل من قبل، إذ أعلن الآلاف من ضباط وجنود الاحتياط إنهاء تطوعهم، فيما ينتظر آخرون بصبر كاد ينفد.
وبحسب تقارير إسرائيلية، سيؤدي إعفاء "الحريديم" من الخدمة الإجبارية في جيش الاحتلال إلى تشجيع الهروب والتمرد على الخدمة العسكرية من قبل باقي الطوائف اليهودية، في وقت تنعدم فيه الدوافع لدى الشباب الإسرائيلي للخدمة العسكرية، ما سيترتب عليه الإضرار بكفاءة الجيش وجاهزيته.
كانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية سلطت الضوء منذ أيام على الخلاف المتصاعد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويوآف جالانت وزير الدفاع، وهرتسي هاليفي، رئيس أركان الاحتلال، على خلفية الانتقادت والتوبيخ التي تطال قادة المؤسسة العسكرية والأمنية من قبل أعضاء في الائتلاف، موضحة أن هناك أزمة ثقة بين الحكومة والجيش.