الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحجاب "ذريعة" والقيود "حقيقة".. بأمر طالبان الأفغانيات محرومات من "الطبيعة"

  • مشاركة :
post-title
نساء أفغانيات يرتدين الحجاب الإسلامي المفروض من طالبان

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

حلقة جديدة من التقييد الذي تقوده حركة طالبان على الأفغانيات، تنضم لأخرى تعمدت الحركة تشديدها على النساء منذ استولت على الحكم في البلاد قبل نحو عامين، غير مبالية بانتقادات بلغت بها حد العقوبات، إذ من المقرر أن تحظر حكومة طالبان عليهن زيارة المعالم السياحية بأحد المتنزهات الوطنية الشهيرة.

ليس ضروريًا للنساء

ووفقًا لتوجيه وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة طالبان، لن يُسمح للأفغانيات بزيارة المعالم السياحية في باند أمير، لأنهن – النساء- "لم يلتزمن بالحجاب".

وتزعم الوزارة أن النساء لم يلتزمن بالطريقة الصحيحة لارتداء الحجاب، أو غطاء الرأس الإسلامي، عند الذهاب إلى باند أمير في مقاطعة باميان الوسطى. على مدار العامين الماضيين منذ سيطرة الحركة على الحكم في البلاد.

وقال خالد حنفي، القائم بأعمال وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إدارة طالبان، إنه حتى صياغة "المبادئ" الخاصة بالقرار، لا يُسمح للنساء بزيارة متنزه باند أمير الوطني. واعتمد نبرة التهديد بشكل واضح في خطابه قائلاً: "من الخطأ تجربة المجرب؛ لقد تحملنا ذلك لمدة عامين، لكن النساء لم يلتزمن بالحجاب". وفق ما أوردته وكالة "خاما" الأفغانية المحلية.

يأتي ذلك بعد أسبوع من زيارة الوزير محمد خالد حنفي للمحافظة، وإخبار المسؤولين ورجال الدين أن النساء لم يلتزمن بالطريقة الصحيحة لارتداء الحجاب، وطالب أفراد الأمن بمنع النساء من زيارة المنطقة السياحية.

وقال "حنفي" في ذلك الوقت: "إن الذهاب لمشاهدة معالم المدينة ليس ضروريًا بالنسبة للنساء"، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".

متنزه باند أمير في أفغانستان

لماذا باند أمير؟

متنزه باند أمير الوطني، يعد من المعالم السياحية الرئيسية في مقاطعة باميان، وسط أفغانستان، ويستقطب آلاف الزوار المحليين والأجانب سنويًا، بما يحتويه من سلاسل جبال مذهلة وينابيع خلّابة، ويمثل مزارًا مناسبًا للعائلات التي تأتي إليه من جميع أنحاء أفغانستان، لكن ينظر أخيرًا إلى الحظر المرتقب إلى احتمال أن يؤثر بالسلب على إقبال معهود في الحديقة التي تعد مصدر دخل رئيسي للسكان المحليين.

قيد آخر

وتنضم القيود المرتقبة إلى قائمة ليست قليلة فرضتها إدارة طالبان على حياة المرأة وعملها وتعليمها، أمر أثار على الدوام ردود أفعال وإدانات محلية ودولية، قابلها تجاهل من الحركة.

وفي وقت سابق، منعت حركة طالبان النساء من حضور النوادي الرياضية والحمامات العامة والحدائق العامة، وطالبتهن بعدم السفر حتى بدون مرافق قانوني من الذكور.

ولطالما دفعت إدارة طالبان بـ"عدم الالتزام بالحجاب الإسلامي" باعتباره سببًا رئيسيًا لفرضها القيود على الأفغانيات في مختلف القطاعات. ومع ذلك، تدعي الحكومة أن حقوق المرأة محفوظة في إطار قوانين الشريعة.

انتقادات واسعة

وقوبل حظر طالبان "الطبيعة" على الأفغانيات، بردود فعل محلية ودولية، رفضت القرار جملة وتفصيلًا وعدت فرض الحجاب "ذريعة" تستخدمها طالبان تهدف بها استبعاد المرأة من المجتمع.

وقالت جوليا بارسي، الناشطة في مجال حقوق المرأة والمؤسسة المشاركة لمكتبة المرأة: "طالما بقيت (طالبان) في السلطة في أفغانستان، سنشهد قيودًا كبيرة. ومع ذلك، إذا لم يتم منع هذه القيود، فسوف تعاني النساء من اكتئاب أكبر وقد يختارن الهجرة"، وفق ما نقلته "خاما برس".

ونشرت فريشتا عباسي، الباحثة في مجال حقوق الإنسان، صورة لباند أمير على موقع "إكس" تويتر سابقا وكتبت: "حرمان المرأة من هذا المكان الرائع.. بائس وغير سار".

من ناحية أخرى ، قالت هيذر بار، المديرة المساعدة لحقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "خطوة بخطوة، تضيق الجدران في وجه النساء، حيث يتحول كل منزل إلى سجن" وفق ما نقلته "فرانس برس".

وتساءل ريتشارد بينيت، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان، أيضًا: "هل يمكن لأي شخص أن يشرح لماذا يعد هذا التقييد المفروض على النساء اللائي يزرن الأمير ضروريًا للامتثال للثقافة والشريعة الأفغانية؟".

ومُنيت طالبان بحزم متتالية من العقوبات الأمريكية والغربية، لانتهاكاها حقوق الإنسان، وتشديد القيود على المرأة، أحدثها في يوليو الماضي، حين فرض الاتحاد الأوروبي، عقوبات جديدة على عدد من كبار المسؤولين في حكومة طالبان لدورهم في حرمان الفتيات من التعليم والحقوق المتساوية مع الرجال، كما وضع 18 فردًا من بينهم أعضاء في الحركة وخمسة كيانات تحت عقوبات بسبب مسؤوليتهم عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان.