يستمر مسلسل العنف المسلح المنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ وقع أكثر من 130 حادث إطلاق نار جماعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذا العام حتى الآن.
وأفادت تقارير حقوقية أمريكية في شهر مارس الماضي، بأن نسبة عمليات إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة سجلت زيادة 40% خلال العام الحالي 2023، مقارنة بالعام الماضي 2022.
وعلى الرغم من تزايد عدد عمليات إطلاق النار منذ سنوات، لا تزال الجمعية الوطنية للبنادق (NRA) أقوى جماعة ضغط لحيازة الأسلحة في الولايات المتحدة، مع ميزانية كبيرة للتأثير على أعضاء الكونجرس في سياسة الأسلحة.
هجوم عنصري
ووقعت أحدث هجمات العنف المسلح، في متجر دولار جنرال بمدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، أمس السبت، وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص على الأقل، من بينهم مرتكب الحادث.
وذكرت شرطة الولاية أن المشتبه به، رجل أبيض في أوائل العشرينيات من عمره، كان مسلحًا ببندقية شديدة القوة ومسدس، وكان يرتدي سترة تكتيكية، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
وأوضح "تي. كي ووترز"، حاكم جاكسونفيل، أن الضحايا رجلان وامرأة وكانوا جميعًا من أصحاب البشرة السوداء، مشيرًا إلى أن عملية كان إطلاق النار كانت بدوافع عنصرية، إذ كان مطلق النار "يكره السود".
وأضاف "ووترز" أن منفذ الهجوم كتب عدة بيانات توضح بالتفصيل "كراهيته للسود"، قبل وقوع الحادث. ووقع حادث إطلاق النار على بعد بنايات من جامعة إدوارد ووتر، وطُلب من الطلاب الذين يعيشون في الحرم الجامعي البقاء في قاعات سكنهم.
9 حوادث هذا الشهر
وفي مطلع الشهر الجاري، شهدت مدن مختلفة وقوع 9 حوادث إطلاق نار جماعي على الأقل خلال يومين فقط، والتي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 56 آخرين.
وقعت حوادث إطلاق النار الجماعية في الحفلات، خارج ملهى ليلي ومتجر، وأثناء لعبة الدومينو في الشوارع، وفي اجتماع حول كيفية مكافحة عنف السلاح، وفقًا لـGun Violence Archive، الذي يُعرّف إطلاق النار الجماعي بأنه هجوم واحد أسفر عن أربعة ضحايا أو أكثر إما جرحى وإما قتلى.
تكساس.. الولاية "الأكثر دموية"
وفي يوليو الماضي، شهدت مدينة فورت وورث بولاية تكساس (الأكثر دموية) حادث إطلاق نار أدى إلى مقتل 3 أفراد وإصابة 8 آخرين، حسبما ذكرت محطة "دبليو إف إيه إيه" المحلية.
وذكرت الشرطة أن الضحايا بينهم طفل إضافة إلى 10 بالغين، مشيرةً إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى.
وفي يونيو الماضي، أعلنت الشرطة الأمريكية، مقتل 9 أشخاص بينهم أطفال لم يتجاوز عمرهم خمس سنوات، جراء حادث إطلاق نار جماعي داخل أحد المراكز التجارية في مدينة دالاس بولاية تكساس، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
وقال جوناثان بويد رئيس قسم مكافحة الحرائق في ألين، إن إدارته "نقلت 9 ضحايا إلى مستشفيات المنطقة، فيما وصف جريج أبوت حاكم ولاية تكساس إطلاق النار الجماعي بأنه "مأساة لا توصف".
وفي الشهر ذاته، أظهرت بيانات Gun Violence Archive وهي قاعدة بيانات بحثية غير ربحية، أن عدد عمليات إطلاق النار الجماعية ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وكان هناك أكثر من 600 حادث إطلاق نار جماعي، بمتوسط مرتين في اليوم خلال السنوات الثلاث الماضية، حسبما نشرت شبكة "بي بي سي".