الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قمة بريكس".. زخم عالمي لم يحدث منذ سنوات

  • مشاركة :
post-title
صورة جماعية لقادة دول "بريكس" في اليوم الأول لقمة المجموعة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تحظى قمة "بريكس" المنعقدة حاليًا في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرج، باهتمام عالمي لم يحدث منذ سنوات، نظرًا للمشاركة الواسعة في القمة والقضايا المهمة المطروحة، مثل توسيع المجموعة والتعامل بالعملات الوطنية في التبادلات البينية.

ويناقش قادة الدول الخمس الأعضاء في "بريكس": "البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا"، توسيع المجموعة، الخطوة التي تصورها وسائل الإعلام الغربية بأن "بريكس" تطمح في أن تصبح بديلًا جيوسياسيًا للتحالفات الاقتصادية التي يقودها الغرب مثل مجموعة السبع.

وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الحرب في أوكرانيا، والحرب التجارية بين بكين وواشنطن، أثارت الجدل حول ما إذا كانت النسخة الحالية من قمة "بريكس" في جنوب إفريقيا، ستبقى تحالفًا تجاريًا واسعًا أو أن تصبح تحالفًا دوليًا جديدًا.

ولفتت الصحيفة إلى أن عشرات الدول أبدت اهتمامها بالانضمام إلى"بريكس"، التي تمثل 40% من سكان العالم وربع اقتصاده.

22 دولة ترغب في الانضمام لبريكس

وعقدت "بريكس" قمتها الأولى في عام 2009، بمشاركة أربعة أعضاء، ثم أضافت جنوب أفريقيا في العام التالي. وأطلقت المجموعة "بنك التنمية الجديد" في 2015.

والآن، أعربت 22 دولة رسميًا عن رغبتها في الانضمام إلى الكتلة، في حين قدم العديد منهم أيضًا استفسارات غير رسمية، حسبما قال أنيل سوكلال، سفير جنوب إفريقيا لدى بريكس، الشهر الماضي.

وأكد سوكلال، أمس الثلاثاء، أنه يجري وضع اللمسات الأخيرة لتحديد المبادئ والمعايير الموحدة لتوسيع مجموعة "بريكس"، وقال: "أنا متأكد أنه خلال هذه القمة سيكون هناك إعلان حول توسيع المجموعة".

وحسب شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، قال مسؤولون في جنوب إفريقيا، إن الدول التي تقدمت بطلبات رسمية للانضمام إلى بريكس، هي مصر والأرجنتين والمكسيك وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ونيجيريا وبنجلاديش.

التحول إلى العملات المحلية

ونقلت الشبكة عن ميهيلا بابا، زميل أول في مشروع تحالفات القوى الصاعدة في جامعة تافتس بالولايات المتحدة، إن الدول الراغبة في الانضمام لبريكس مدفوعة باهتمامها بالتحول إلى العملات المحلية في المعاملات التجارية البينية، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

كما أن انضمام أعضاء جدد يتمتعون بالنفوذ الاقتصادي إلى "بريكس" من شأنه أن يعزز قدرة المجموعة على إعادة تشكيل أو خلق بدائل للمؤسسات العالمية القائمة.

ووفق "سي. إن. إن"، يقول الخبراء إن اختيار ضم الدول التي تعادي الغرب بشكل علني، مثل إيران يمكن أن يدفع "بريكس" أكثر نحو التحول إلى كتلة مناهضة للغرب.

وحسب الشبكة الأمريكية، من المرجح أن يكون لإضافة أعضاء جدد بعض التأثيرات الإيجابية على الأقل بالنسبة لأقوى عضو في المجموعة، هو الصين صاحبة الاقتصاد الأكبر في "بريكس"، التي تفضل توسع المجموعة، ما يُسهم في تعزيز نفوذها وتأثيرها، وروسيا التي تواجه عقوبات غربية، بسبب الحرب في أوكرانيا، تحتاج إلى حلفاء جدد.

بينما الهند والبرازيل، اللتان لديهما تحالفات قوية مع الدول الصناعية، يفضلان نهجًا أكثر حذرًا. وجنوب إفريقيا صاحبة أصغر اقتصاد في المجموعة، تدفع نحو ضم أعضاء جدد من إفريقيا، ودعت أكثر من 30 قائد دولة إفريقية للمشاركة في القمة الحالية. وأعرب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الأحد الماضي، عن دعمه لتوسيع مجموعة بريكس.

ونقلت "سي. إن. إن" عن ال يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث بواشنطن: "كلما اتسع نطاق أعضاء بريكس، كلما أصبح بإمكانهم المطالبة بصوت جماعي أقوى، وكلما تزايد نفوذ الصين باعتبارها أكبر اقتصاد في قيادة العالم النامي وتمثيله".

كما نقلت الشبكة عن بهاسو ندزندزي، الأستاذ المشارك في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة جوهانسبرج، إن "مسألة التوسع قد تكون أول اختبار للمجموعة خلال ما يقرب من عقد ونصف من وجودها"، مضيفًا أن إضافة أعضاء جدد من شأنه أن يوسع الحضور العالمي للمجموعة، ويزيد من التأييد لأجندتها لمواجهة الهيمنة السياسية الغربية.

ووفقًا لروبنز دوارتي، منسق لابموندو، وهو مركز أبحاث للعلاقات الدولية مقره البرازيل، فإن وجود المزيد من الأعضاء في بريكس يمكن أن يساعد في جلب المزيد من التنوع بوجهات النظر في مناقشة القضايا العالمية.

وأضاف "دوراتي" أنه "إذا قررت "بريكس" التوسع ثم عززت دورها العالمي، فإن هذا قد يدفع إلى تغيير أكبر يؤثر على النفوذ الدولي لأوروبا والولايات المتحدة".

ويبحث المشاركون في قمة بريكس الحالية بجنوب إفريقيا، استخدام العملات الوطنية في المبادلات بين أعضاء المجموعة، وهو ما يقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وأوضح نائب رئيس جنوب إفريقيا بول ماتشاتيل، أن "بريكس" ستبحث مسألة زيادة المدفوعات بين أعضائه بالعملات الوطنية، حسب شبكة "روسيا اليوم".

وخلال كلمته بجلسة انطلاق أعمال "قمة بريكس الـ15"، قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إننا نخطط لإدخال نظام خاص واستخدام العملات الوطنية في المبادلات بين أعضاء مجموعة "بريكس".