ناقش مسرحيون متخصصون، مفهوم المهرجانات المسرحية المستقلة وقضاياها في ندوة عقدت اليوم في مسرح الموسيقى بكلية الفنون بالجامعة الأردنية، على هامش فعاليات النسخة الـ 16 لمهرجان عشيات طقوس المسرحي.
شارك في الندوة التي حضرها عميد كلية الفنون بالجامعة د. محمد نصار، وأدارها عضو منتدى النقد الدرامي واستاذ الفنون المسرحية في الجامعة الناقد د. عمر نقرش، الناقد والباحث العراقي واستاذ الفنون المسرحية في جامعة البصرة بالعراق المخرج د. كريم عبود، والكاتبة والباحثة البحرينية د. جميلة يوسف الوطني، وعضو الهيئة الإدارية للمنتدى الفنان والناقد عماد الشاعر.
نوّه د. كريم عبود في مداخلته بأن المسرح هو طاقة فاعلة بالتأثير والأثر والتواصل، لافتا إلى أهمية توضيح مصطلح المهرجانات المستقلة ومفاهيمها ومآلاتها.
وأضاف أن الثقافة العربية عمومًا لم تستطع أن تُمنهج الفرق المسرحية المستقلة، إذ أن هذه الفرق تتشكل بإرادة أشخاص وما تلبث أن تزول وتنتهي فعالية الفرق، وبالتالي فعالياتها ومهرجاناتها، داعيًا إلى ضرورة أن تُمنهج الفرق والمهرجانات المسرحية المستقلة نفسها بعيدًا عن الوصاية الرسمية لا سيما التمويل المالي.
وبين أن المهرجان فعل لهدف واضح يحقق الهدف المركزي للمهرجان، مؤكدا أهمية تخصص الإدارة الثقافية لضمان استمرارية الفعل الثقافي ومن ضمنه إدامة المهرجانات الثقافية بمختلف أشكالها وصنوفها، مشيرًا إلى أن سوريا أول دولة عربية أولت الإدارة الثقافية أهمية، إذ إنه تخصص أكاديمي يجري تدريسه في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
وأوضح في الندوة التي حضرها أعضاء اللجنة العليا للمهرجان وعدد كبير من طلبة التخصصات الفنية في الجامعة ومهتمون، أن المهرجانات المسرحية المستقلة تفتقد إلى سياسات التمويل، ولا تعرف كيف تأتي بالواردات المالية، داعيًا إلى تقديم عروض مسرحية باستمرار على امتداد العام للعرض الواحد.
من جهتها، أوصت د. جميلة الوطني في بألا تضع الجهات الممولة أية اشتراطات على أي عمل مسرحي، لأن ذلك يقتل العمل الإبداعي، مثلما دعت أصحاب رأس المال وداعمي المهرجانات إلى توفير الدعم الدوري والدائم وعدم الاكتفاء به موسميًا.
وأكدت ضرورة الاهتمام بكتاب النصوص ومعدي محتويات المهرجانات، داعية الجامعات العربية إلى الاعتناء بتقديم الدعم لمنظمي المهرجانات والفرق المستقلة.
ولفتت إلى أن مهرجانات الفرق المستقلة أكثر حرية في اختيار مضامينها وأشكالها الفنية، وأكثر اتساعًا بإعطاء الفرص للطاقات الإبداعية، وتمتلك الإمكانية على جعل المسرح قادرا على تحقيق عائد مالي من خلال شباك التذاكر.
وتحدث عن مفهوم الاحتراف والحرفة بما تحمل من معاني ومضامين ودلالات، والفرق بين الفريق المسرحي والفرقة المسرحية، مبينا أن الأخيرة تعني بالإنتاج والعرض والعمل المؤسسي المستمر، مشيرة إلى أن الفرق المسرحية المستقلة هي التي أثرت على تطوير الحركة المسرحية في القطاع العام، مستشهدًا بتاريخ الحركة المسرحية أردنيا، إذ نشأت العروض والمهرجانات المسرحية كفرق مسرحية مستقلة.
المهرجان الذي تختتم فعالياته بعد غد الأربعاء، تشارك فيه عروض من الأردن والجزائر وليبيا والعراق وسلطنة عمان وضيوف من البحرين والعراق، ويواصل مساء اليوم عروضه المسرحية بالعرض الليبي "البهائم" على مسرح أسامة المشيني بعمان، كما يشتمل المهرجان على ورش مسرحية تديرها المخرجة البحرينية كلثوم أمين، وندوة فكرية بالتعاون مع منتدى النقد الدرامي تستضيفها كلية الفنون في الجامعة الأردنية.