تواجه العديد من البلدان حول العالم، حرائق غابات هائلة إثر موجة حر عاتية، التهمت مساحات شاسعة من الأراضي، وبينما خرج بعضها عن السيطرة كانت النتائج كارثية، إذ أسفرت عن تدمير مجتمعات بأكملها وهكتارات من رئة الأرض الخضراء قُدرت بمساحة دول.
حرائق كندا الأسوأ
تشهد كندا أسوأ موسم حرائق غابات، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من 14 مليون هكتار (نحو 35 مليون فدان) احترقت بالفعل، وهو ما يقرب من مساحة اليونان.
ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، تسببت الحرائق في كولومبيا البريطانية غرب كندا بتدمير العديد من الممتلكات في غرب كيلونا، من بينها منتجع بحيرة أوكاناجان المعروف باستضافته سياسيين بارزين مثل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر.
تعرضت كيلونا، التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة، للاختناق بدخان كثيف، حيث أصبحت أحدث مركز سكاني يعاني من صيف حرائق الغابات الدراماتيكية في جميع أنحاء كندا والتي خلفت ملايين الأفدنة محترقة. يشارك نحو 3400 عامل في مكافحة الحرائق.
وبات الوضع في أجزاء كبيرة من وادي أوكاناجان بما في ذلك مدينة كيلونا "عصيب للغاية"، إذ صدرت أوامر إجلاء إلى 30 ألف شخص بينما كان هناك 36 ألفًا آخرين في حالة تأهب استعدادًا للفرار. فيما تم إصدار تحذيرات للسياح للابتعاد والسماح لأطقم الطوارئ بالعمل بأمان، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأدت الرياح إلى تأجيج حرائق الغابات باتجاه يلونايف، لكن يوم السبت شهد بعض الراحة بعد أن تسببت الأمطار الليلية في انخفاض حاد في درجات الحرارة، إلا أن مسؤولي المدينة حذروا من عودة درجات الحرارة الأكثر دفئا اليوم الأحد.
وقال شين طومسون وزير البيئة في الإقليم، مساء السبت، إنه ليس من الآمن العودة إلى يلونايف بعد لأن الحرائق مشتعلة في أعماق الغابة ولا تزال نشطة وضخمة.
النيران تواصل التهام غابات واشنطن
قالت السلطات إن حرائق غابات سببتها الرياح في ولاية شرق واشنطن دمرت 185 مبنى على الأقل وأغلقت طريقًا سريعًا رئيسيًا وأسفرت عن مقتل شخص. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الموارد الطبيعية بالولاية إيزابيل هويجارد، أمس السبت، إن الحريق بدأ بعد وقت قصير من منتصف نهار الجمعة على الجانب الغربي من مدينة ميديكال ليك.
وبينما امتدت الحرائق إلى ما يقرب من 15 ميلا مربعًا (38 كيلومترا مربعا) بحلول صباح يوم السبت دون احتواء، واستمرت حتى المساء، قالت هويجارد إن المسؤولين لا يتوقعون أن تكون لديهم تقديرات جديدة للحجم حتى صباح الأحد.
وذكرت "هويجارد" أن النيران اندلعت في الجانب الجنوبي من المدينة ثم قفزت على الطريق السريع 90 مساء الجمعة مما أدى إلى إغلاقه، مشيرة إلى أن هناك حالة وفاة مؤكدة مرتبطة بالحريق.
وقالت وزارة النقل بولاية واشنطن على صفحتها على الإنترنت: "الحريق مشتعل على جانبي الطريق السريع".
إجلاء الآلاف في إسبانيا
تم إجلاء أكثر من 26 ألف شخص من سكان تينيريفي في جزر الكناري بإسبانيا مع اندلاع حريق هائل اعتبرته السلطات "خارج نطاق السيطرة"، وفق لـ"ديلي ميل".
وقالت الحكومة الإقليمية لجزر الكناري إنه صدرت أوامر بإجلاء 4000 شخص آخر يوم السبت. كان هؤلاء بالإضافة إلى 4500 شخص أُجبروا يوم الجمعة على الابتعاد عن الجزيرة الأطلسية، التي يقطنها نحو مليون شخص ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم لأكثر من 8000 شخص.
وقالت حكومة الإقليم إن "الحريق يفوق قدرتنا على إخماده" بسبب الظروف الحارة والجافة والرياح العاتية التي أشعلت النيران. ولم يتمكن رجال الإطفاء من إنشاء محيط حول الحريق الذي استهلك ما لا يقل عن 5000 هكتار (12355 فدانًا)، وشارك في مكافحة الحريق نحو 265 من رجال الإطفاء الحريق بمساعدة 19 طائرة.
سجلت إسبانيا رقمًا قياسيًا حارًا في 2022 وتسجل أرقامًا قياسية جديدة في درجات الحرارة هذا العام وسط جفاف مطول جعل السلطات في حالة تأهب لمواجهة حرائق الغابات.
وقالت خدمات الطوارئ لجزر الكناري في وقت لاحق إن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم "قد يتجاوز 26000”، وفقًا لحسابات مؤقتة تستند إلى تعداد الجزيرة. وأضافت الخدمة أن كل أولئك الذين يحتاجون إلى مكان يلجأون إليه سيتم توجيههم إلى الملاجئ.
كانت جزر الكناري تعاني من الجفاف في معظم السنوات القليلة الماضية تمامًا مثل معظم أراضي إسبانيا، وسجلت الجزر معدل هطول الأمطار أقل من المتوسط في السنوات الأخيرة بسبب تغير أنماط الطقس المتأثرة بأزمة المناخ، وهو ما فاقم أزمة الحرائق.