كرر القادة العسكريون للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، استعداهم للتدخل العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه، فيما وصفوه بأنه رهينة.
وأكد القادة العسكريون، في الاجتماع الذي عقدوه الخميس، في العاصمة الغانية أكرا، للتنسيق بشأن التدخل المحتمل، أن التدخل العسكري هو الحل الأخير إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة بالنيجر.
ودعا دومينيك نيتيول، وزير الدفاع الغاني، القادة العسكريين في إيكواس، إلى إعداد قواتهم للتدخل في النيجر لإعادة بازوم.
وعدد "نيتيول" الدول التي تدخلت فيها إيكواس قائلًا: "لقد فعلتم ذلك في ليبيريا، سيراليون، جامبيا، وغينيا بيساو، أعتقد أنه بعد أن نفعلها في النيجر سيرى العالم أن غرب إفريقيا عادت إلى طبيعتها، وسيستمتع شعبنا بالحياة التي يستحقها، مؤكدًا أن الكتلة لن تتغاضى عن "الجنود المتمردين"، الذين أطاحوا بالحكومات المنتخبة، بحسب "بي بي سي".
أما الجنرال كريستوفر جوابين موسى، رئيس أركان قوات الدفاع في التكتل، فقال في أثناء الاجتماع بأكرا إنّ "الديمقراطية هي ما ندافع عنه ونشجّعه".
ومن جانبه؛ أكد عبدالفتاح موسى، مفوض إيكواس للشؤون السياسية والسلام، أن الاجتماع سيضبط ويحدد كل التفاصيل حال لجأ التكتل لاستعمال القوة، متهمًا المجلس الانتقالي في النيجر بلعب "القط والفأر" مع إيكواس، وعلى ما يبدو أنهم متمسكون بموقفهم.
وأكد موسى أن التدخل العسكري هو "الملاذ الأخير"، حال فشلت الجهود الدبلوماسية، وأن العملية العسكرية ما زالت مطروحة على الطاولة، وسط شكوك بشأن استعداد إيكواس للتدخل، بحسب "الجارديان" البريطانية.
وقال لرؤساء أركان الدفاع المجتمعين، إن "القوات العسكرية والمدنية لغرب إفريقيا على استعداد لنداء الواجب"، مضيفًا "نحن ذاهبون إلى النيجر إذا اقتضى الأمر مع وحداتنا ومعداتنا الخاصة للتأكد من إعادة النظام الدستوري، وإذا أراد شركاؤنا دعمنا فنحن نرحب بهم".
محاكمة بازوم
انتقد موسى بشدة، ما أعلنه المجلس الانتقالي في النيجر من وجود أدلة لمحاكمة بازوم بتهمة الخيانة، قائلًا: "متى ارتكب الخيانة العظمى؟"، مضيفًا أن جميع أعضاء التكتل باستثناء الخاضعين للحكم العسكري والرأس الأخضر وافقوا على إرسال قوات.
اعتراضات داخلية
وقالت الصحيفة البريطانية إنه رغم الكشف عن القليل من التفاصيل حول العملية المحتملة في النيجر ورغم اللغة القوية، تواجه العديد من البلدان الرئيسية منها نيجيريا وغانا، التي قالت إنها ستزود القوات معوقات سياسية محلية، بسبب التدخل المقترح.
وأعرب مجلس الشيوخ النيجيري عن اعتراضه، وشككت أحزاب المعارضة في غانا بالأساس القانوني للتدخل بموجب دستور البلاد.
وتواجه المجموعة حجر عثرة آخر، يتمثل في الاتحاد الإفريقي، إذ اجتمع مجلس السلم والأمن التابع له، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الإثنين الماضي، لإجراء محادثات بشأن أزمة النيجر، وأفاد دبلوماسي تحدث لوسائل إعلام فرنسية، بأن هناك تقاريرًا تفيد بأن الاجتماع "الصعب"، رفض تدخل إيكواس المقترح، بسبب معارضة دول جنوب وشمال إفريقيا بشدة لأي تدخل عسكري.
ورغم أن "إيكواس" لا تحتاج من الناحية النظرية إلى موافقة الاتحاد الإفريقي، فقد تحركت تاريخيًا خطوة بخطوة معه في كثير من الأحيان.
أما وزارة الخارجية الأمريكية فقالت إنها تفضل الحل السلمي للأزمة إن أمكن.
ويتواصل اجتماع أكرا، اليوم الجمعة، وسط تجدد لأعمال العنف في النيجر، إذ قتل متشددون 17 حنديًا على الأقل في أحد الأكمنة.
وأدانت "إيكواس"، الأربعاء مقتل الـ17 جنديًا، إثر هجوم شنه متشددون قرب الحدود الغربية مع مالي، وطالبت قادة المجلس الانتقالي بإعادة السلطة الدستورية والتركيز على الأمن الهش في البلاد باعتباره واجبهم الرئيسي.