لطالما وجهت روسيا اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية، بإدارة مختبرات بيولوجية في أوكرانيا، تعمل على إنتاج أسلحة كيميائية فتاكة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا وحقيقيًا على أمنها وينتهك الاتفاقات الدولية.
الحديث عن هذه المختبرات عاد للواجهة مجددًا، إذ كشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، عن قائمة تتضمن ممثلي المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة في أوكرانيا، المشاركة في البرامج البيولوجية العسكرية الأمريكية.
وفي إحاطة إعلامية، أعلن رئيس قوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الروسية، الفريق إيجور كيريلوف، حصول وزارة الدفاع الروسية على وثائق جديدة تتعلق بالملف البيولوجي العسكري الأوكراني.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن كيريلوف قوله: "نود اليوم استكمال هذه القائمة، بإضافة ممثلي مؤسسات الدولة والشركات الخاصة الأوكرانية، المشاركة في تنفيذ البرامج البيولوجية العسكرية الأمريكية"، وذكر أسماء هؤلاء الأشخاص.
وأضاف كيريلوف أن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين وعملاء ورعاة للمركز العملي والتكنولوجي الأوكراني، كما يأتي التمويل أيضًا من خلال وكالة حماية البيئة الأمريكية، ووزارة الزراعة والصحة والطاقة الأمريكية.
ولفت كيريلوف، إلى أن الولايات المتحدة تتحضر لوباء جديد أساسه تحور الفيروسات، وقال إن توفر القاعدة التجريبية للولايات المتحدة يمكنها من العمل مع مكونات الأسلحة البيولوجية. وأضاف إن من مواصفات النشاط البيولوجي العسكري الأمريكي، التركيز على نشر الأمراض التي يهتم بها "البنتاجون" في المستقبل.
وفي أكتوبر الماضي، قدم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في مجلس الأمن الدولي اتهامات ضد الولايات المتحدة بإنشاء ما سماه بـ"المختبرات البيولوجية" في أوكرانيا.
وسبق أن وجهت موسكو لواشنطن نفس الاتهام في مارس 2022 بعد أيام قليلة من اندلاع حرب أوكرانيا، ونفت الولايات المتحدة الاتهام، مشيرة إلى أن موسكو ربما تمهد بذلك لاستخدام أسلحة بيولوجية في الحرب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في مارس 2022، أنها اكتشفت في أوكرانيا، وثائق تعود إلى 6 مارس 2005 تؤكد مشاركة "البنتاجون" في تمويل المشاريع البيولوجية العسكرية، بمبالغ تصل إلى 32 مليون دولار، في مختبرات بكييف وأوديسا ولفيف وخاركيف.
وقال كيريلوف، آنذاك، إن وثائق تلقاها تشير إلى أن المعامل البيولوجية في أوكرانيا "لا تزال تعمل باسم برنامج DITRA البيولوجي".
وتعمل وكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات DITRA"" التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، لمكافحة أسلحة الدمار الشامل ومن بينها المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرات القوية، ومقرها الرئيسي في منشأة فورت بلفوار في مقاطعة فيرفاكس في ولاية فرجينيا.
ويشمل برنامج DITRA العديد من بلدان الكتلة الشرقية السابقة، أي دول الاتحاد السوفييتي والبلدان التابعة له أو الحليفة له ومن بينها وأوكرانيا.
وفي 25 فبراير 2022، بعد يوم من اندلاع الحرب في أوكرانيا، أشار مسؤول أمريكي في برنامج حكومي يراقب التهديدات، بما في ذلك التهديدات النووية والبيولوجية، المرتبطة بسقوط الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية إلى أن الخطر الذي تشكله مسببات الأمراض المخزنة في هذه المختبرات سيزداد بحال تعرضت هذه المواقع للضرر.
وبحسب المسؤول نفسه، كانت الولايات المتحدة ستتعاون مع 26 موقعًا أوكرانيًا وستقدم "دعمًا ماديًا مباشرًا" لستة منها.
وحسب كيريلوف، وافقت أوكرانيا، في يناير الماضي، على متطلبات جديدة لتخزين ونقل وتدمير الكائنات الحية الدقيقة والسموم من أصل حيواني ونباتي، والتي تشمل عوامل بيولوجية يمكن أن تؤدي إلى الإعاقة والوفاة.