تعد العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان كالبركان الخامد، الذي يترقب الجميع ثورانه في أي لحظة، وهو ما حدث أخيرًا في حادث إطلاق النار بالمنطقة الحدودية بين البلدين، أثناء وجود مراقبي الاتحاد الأوروبي، ثم أخذت كل دولة في إلقاء اللوم على الطرف الآخر، في مشهد متكرر.
وتعد أحدث تلك المشاهد، تعرّض مراقبي الحدود الأوروبيين لإطلاق النار في المنطقة الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان، إلا أنه لم يصب أحد بأذى، ووقع الحادث على ما يبدو من الجانب الأرمني على بعد ستة كيلومترات من الحدود، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وفور الحادث، التزمت بعثة الاتحاد الأوروبي الصمت، ولم تدل حتى الآن بأية تصريحات حول مَن فتح النار وما إذا كان قد تم إطلاق النار على مركبة البعثة، واكتفت بتأكيد أنه لم يصب أحد بأذى.
اتهامات متبادلة
وبين الاتهام والتكذيب، اتهمت وزارة الدفاع الأرمينية أذربيجان بفتح النار على دورية تابعة لحرس الحدود الأوروبيين بالقرب من قرية "فيرين شورشا"، وهو ما رفضته الحكومة في باكو، ووصفته بأنه تقرير كاذب.
وفي نهاية فبراير الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيزيد عدد موظفي البعثة المدنية "EUMA" من 40 إلى 100 من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، الأمر الذي لم يلق ترحيبًا من من أذربيجان وروسيا، ووجّه الفريقان انتقادات واضحة للبعثة.
حرب الأسابيع الستة في 2020
ومنذ الصراع الذي استمر ستة أسابيع عام 2020 خلّف أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهدنة توسطت فيها روسيا، عقد رئيس وزراء أرمينيا " نيكول باشينيان، والرئيس الأذري إلهام علييف، عدة اجتماعات نظمتها موسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، غير أنه لا يوجد تسوية للأزمة بصيغة نهائية حتى الوقت الراهن.
صراع على أنقاض الاتحاد السوفيتي
وتسبب الصراع بين البلدين، في وفاة ما لا يقل عن 30 ألف شخص حتى الآن، في النزاع الدائر حول إقليم قرة باغ، الذي يقع على الأراضي الأذربيجانية لكن معظم سكانه من الأرمن، ويشمل الخلاف ترسيم الحدود، وعودة السجناء، وإنشاء "ممرات" تجارية تمر عبر أراضي كل منهما.
وخاضت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان حربين على الإقليم، المعترف به كجزء من أذربيجان، لكن يغلب الأرمن على سكانه، واستعادت أذربيجان في 2020 أجزاء من أراضي الإقليم كانت قد خسرتها في صراع مع انهيار الحكم السوفيتي في أوائل التسعينيات.
إغلاق ممر لاتشين
أغلقت أذربيجان ممر لاتشين في يوليو الماضي، وبحسب سفير أرمينيا لدى الأمم المتحدة مير مارغريان، فقد أدى الحصار إلى نقص خطير في الغذاء والدواء، والغاز، والوقود.
تم إغلاق ممر لاتشين في البداية من قِبل المتظاهرين الأذريين الذين تظاهروا بأنهم دعاة حماية البيئة، ثم أقامت الحكومة في "باكو" في وقت لاحق حواجز بحجة أسباب أمنية، ما دفع أرمينيا للمطالبة بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، لإجبار أذربيجان على فتح الممر.