تحالف جديد تحاول الولايات المتحدة الأمريكية النجاح في تشكيله مع كوريا الجنوبية واليابان، عندما يجتمع قادة الدول الثلاث في منتجع "كامب ديفيد" شمال غرب العاصمة واشنطن، الجمعة المقبل.
ويستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، وفوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، في أول قمة منفردة على الإطلاق بين قادة الدول الثلاث، إذ يأمل المسؤولون أن يدخل الاجتماع التاريخ، من خلال تعزيز العلاقات بين أمريكا وحليفين رئيسيين في منطقة الباسيفيك.
ومن المتوقع أن يعلن قادة الدول الثلاث خططًا لتوسيع التعاون في أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي وتطوير التكنولوجيا. كما أنه من المرجح أن يوافقوا على إنشاء خط ساخن ثلاثي جديد للأزمات، وعلى الاجتماع سنويًا في المستقبل.
"الناتو الآسيوي" يستهدف تقويض الصين
ويكون الاجتماع الثلاثى في كامب ديفيد، بعد غد الجمعة، بداية لتشكيل "ناتو آسيوي"، يهدف لتقويض الصين سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، حسب ما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية.
ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن بكين تراقب عن كثب ما يطلق عليه "الناتو الآسيوي"، الذي أصبح على أعتاب الصين.
وقالت إن بكين أصبحت في حالة تأهب قصوى قبل الاجتماع المقرر انعقاده الأسبوع الجاري، بين قادة الدول الـ3 في منتجع "كامب ديفيد" الأمريكي، لبحث تعميق التعاون العسكري التقني وتعزيز العلاقات الدفاعية.
وذكرت الصحيفة أن القمة المقررة بين القادة الـ3، جاءت بعد أشهر من المحادثات الدبلوماسية التي تسعى إلى تكوين تحالف عسكري ثلاثي في آسيا للضغط على الصين.
وأضافت أنه في الوقت الذي تعلن واشنطن أن المحادثات هدفها تعميق العلاقات التكنولوجية والدفاعية، فإن بكين ترى أن الهدف بناء "الناتو الآسيوي الفعلي" لتقويض الصين، ووضع أسلحة استراتيجية قرب حدودها، ما يهدد أمنها القومي.
مخاطر "الناتو الآسيوي" المحتمل
فرغم الوجود العسكري الأمريكي في اليابان وكوريا الجنوبية، إلا أن التحالف العسكري المحتمل بين الدول الثلاث، من شأنه أن يوسع من نطاق الحركة العسكرية الأمريكية بالمنطقة بحريًا وجويًا؛ إذ تبحر قرب الأراضي والجزر المتنازع عليها بين اليابان وكوريا من جهة والصين من جهة.
ويهدد "الناتو الآسيوي" المحتمل بتكرار ما حدث قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، 24 فبراير 2022، فبالرجوع للوراء نجد أن هذه الحرب اشتعلت بسبب إعلان أوكرانيا نيتها التخلي عن الحياد، وهو ما استفز روسيا وأثار قلقها من أن يكون لحلف الناتو قدم عند حدودها باستغلاله لأراضي أوكرانيا.
ونظرًا لتلك المخاطر، من المستبعد تشكيل "الناتو الآسيوي"، لأن واشنطن لن تكون جاهزة لفتح جبهة أخرى ضدها بموازة الجبهة الأوكرانية، خاصة وأن روسيا تحقق انتصارًا بشكل مستمر هناك.
والمرجح إذًا هو تنفيذ تطوير العمل الدفاعي بين الدول الثلاث، عن طريق زيادة المناورات والتنسيق وتشكيل لجان اتصال مشتركة.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وقعتا اتفاقية تعاون أمني منذ عام 1951، بينما وقعت واشنطن اتفاقية دفاعية مع كوريا الجنوبية، عام 1953، عقب انتهاء الحرب الكورية.
ويجري الجيش الأمريكي مناورات عسكرية وتدريبات مشتركة دورية مع كل من اليابان وكوريا الجنوبية.