الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كازاخستان.. انتخابات رئاسية مبكرة بهدف الإصلاحات الجذرية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يتوجه الناخبون في جمهورية كازاخستان إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد أكثر من عشرة أشهر من الاضطرابات الدامية. 

ويخوض الانتخابات على رئاسة كازاخستان 6 مترشحين بينهم امرأتان، والرئيس الحالي قاسم جومارت توكايف، وهي سابع انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ استقلالها عام 1991. ويسعى توكايف، البالغ من العمر 69 عامًا، إلى الفوز بمنصب الرئيس لمدة سبع سنوات أخرى بعد تعديل دستوري.

وتولى"توكايف" رئاسة كازاخستان بموجب الدستور في 20 مارس 2019، وذلك بعد يوم على إعلان أول رئيس لكازاخستان ما بعد السوفياتية، نور سلطان نازارباييف، تسليم صلاحياته كرئيس للدولة.

وبعد أعمال شغب وقعت في يناير الماضي، سقط فيها أكثر من 200 قتيل، شرع "توكايف" في تعديل دستوري وبدء الإصلاحات، وطُرحت التعديلات على ثلث دستور كازاخستان للتصويت في استفتاء عام في 5 يونيو الماضي، وصوت لصالحها 77 في المئة من الناخبين.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في كازاخستان عام 2024، والبرلمانية في 2025، لكن وفقًا لـ"توكايف": "من أجل التنفيذ الناجح لإصلاحات جذرية وشاملة تهدف إلى بناء كازاخستان عادلة ومنصفة، مطلوب تفويض جديد لثقة الشعب، من خلال التعجيل بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة".

وتشمل الإصلاحات الرئيسية التي لابد من الإشارة إليها، إعادة توزيع السلطات من الرئيس إلى البرلمان، وتبسيط إجراءات تسجيل الأحزاب السياسية، وزيادة مشاركة المواطنين في حكم الدولة، فضلًا عن مزيد من الحماية لحقوق الإنسان.

ووفقًا لاقتراح الرئيس الكازاخستاني، جرى خفض فترة الرئاسة من فترتين مدتهما 10 سنوات، إلى فترة واحدة مدتها سبع سنوات، دون إمكانية إعادة الانتخاب، إذ من المفترض أن تقضي هذه المبادرة على مخاطر احتكار السلطة، وهي إحدى الميزات التي تكتسبها هذه الانتخابات عن سابقاتها.

وبحسب وزير الدولة الكازاخستاني ايرلان كارين، تهدف هذه الانتخابات إلى إطلاق الإصلاحات، وتجديد المؤسسات، متوقعًا ظهور نموذج جديد تمامًا للهيكل السياسي للدولة، حيث ستكون العلاقات بين مختلف قطاعات الحكومة متوازنة، وتتهيأ الظروف لمنافسة سياسية مفتوحة وتنافسية، حيث فرص المشاركة المباشرة من السكان في سياسات الدولة.

وكشف نائب وزير الخارجية الكازاخستاني رومان فاسيلينكو، عن دعوة 641 مراقبًا من المنظمات الدولية والدول الأجنبية لمراقبة أعمال الانتخابات.

وتكتسب الانتخابات الرئاسية في كازاخستان، أهمية كبيرة في تشكيل مستقبل السياسة الداخلية والخارجية في البلد صاحب الإمكانيات الضخمة بقطاع الطاقة في آسيا الوسطى، والواقع في قلب الأوراسيا.

وبالنظر إلى التحديات الجيوسياسية العالمية الكبيرة، فإن تصويت اليوم ليس مهمًا لكازاخستان فحسب، بل للمجتمع الدولي أيضًا، فكازاخستان كدولة تقع بين آسيا وأوروبا، وتلعب دورًا رئيسيًا في ممرات التجارة، بالإضافة لعلاقاتها الدبلوماسية المبنية على سياسة متعددة الأطراف.