تتزايد ممارسات العنف ضد المرأة في أفغانستان منذ تولي حركة طالبان الحكم، والتي تنوعت بين فرض قيود تسلبهن حق العمل والتعليم، كذلك تعرض المحتجات على مثل هذه القرارات للاحتجاز بتهمة "الفساد الأخلاقي"، وسط دعوات أممية لإنهاء المستويات المفزعة من هذا العنف.
فمنذ أن وصلت طالبان إلى السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس 2021، فرضت قيود صارمة على النساء العاملات والفتيات اللاتي يتلقين التعليم في البلاد. فمنعت الفتيات من الدراسة أولا في المدارس المتوسطة والثانوية، وفي ديسمبر 2022، منعت الدراسة بالجامعات، كذلك أوقفت النساء عن العمل في المنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية.
جريمة ضد الإنسانية
أعلنت الأمم المتحدة أنه على المحكمة الجنائية الدولية مقاضاة التمييز بين الجنسين في أفغانستان باعتباره "جريمة ضد الإنسانية". وأدلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالي ورئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون بتصريحات في مؤتمر صحفي بخصوص تعليم الفتيات في أفغانستان.
وقال براون: "الرأي القانوني الذي تلقيناه يظهر أن حرمان الفتيات الأفغانيات من التعليم والنساء من العمل هو تمييز بين الجنسين. يجب اعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية، ويجب محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية ''، مضيفا أن: "من بين 80 منشورًا أصدرتها قيادة طالبان، استهدفت 54 منشورًا حقوق النساء والفتيات، مشيرًا إلى أنه تمت إضافة حظر جديد مؤخرًا يقيد دخول الطالبات لامتحانات الجامعات وزيارتهن للأماكن العامة، بحسب رويترز.
إلغاء وزارة شؤون المرأة
استشهد براون بإلغاء وزارة شؤون المرأة من مجلس الوزراء واستبدالها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحل اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان كأسباب تدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتبار هذا الأمر بمثابة "جريمة ضد الإنسانية"، واصفًا الوزارة الجديدة بـ "وزارة الترهيب"، داعيًا إلى إطلاق سراح قادة المنظمات غير الحكومية التي تدافع عن حقوق المرأة من السجن.
في سبتمبر 2021، حوّلت حركة طالبان مبنى وزارة شؤون المرأة التي ألغتها في حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها حديثًا، إلى مقر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشوهد عمال يضعون لافتة تحمل عبارة الوزارة الجديدة على مبنى وزارة شؤون المرأة بالعاصمة كابول.
اعتقال أستاذ جامعي
في فبراير من العام الجاري، تم إلقاء القبض على أستاذ جامعي ينتقد صراحةً الحظر الذي تفرضه حركة طالبان على تعليم النساء والفتيات. وكان إسماعيل مشعل يوزع كتبًا مجانية بالعاصمة الأفغانية كابُل حين تم اعتقاله.
وبرز مشعل بعد أن مزق سجلاته الأكاديمية على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، احتجاجًا على قرار طالبان حظر التعليم الجامعي والثانوي للنساء والفتيات، وفقا لشبكة "بي بي سي".
اللجوء لدول إسلامية
من ناحية أخرى، دعا براون الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى دعم جهود الأمم المتحدة في البلاد "لإقناعها بأن هذه القيود على التعليم لا أساس لها في الإسلام أو القرآن"، مؤكدًا أنه إذا أمكن تفسير أن الإسلام يدعم تعليم الفتيات وأن البلاد لا تستطيع أن تتطور مع حرمان نصف سكان أفغانستان من الحق في التعليم فيمكنهم إحراز تقدم في هذا الصدد.
وكانت النساء مستبعدات إلى حد كبير من الحياة العامة خلال حكم طالبان الأول، ولم يكن قادرات على مغادرة منازلهن إلا بولاية رجل. وحينها، عرف وكلاء وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجلد النساء اللواتي يمشين بمفردهن.