ترسم أوكرانيا بين الحين والآخر، سيناريو لهجومها المضاد، الذي بدأته قبل شهرين، وأمام أهدافها الجديدة، تحتاج أسلحة نوعية تخدم تلك الأهداف، وتبقى رغبات كييف في الآونة الأخيرة في امتلاك صواريخ كروز، من أجل توجيه ضربات للجسور الروسية، ما قد يؤثر على إمدادات موسكو، في الحرب التي طال أمدها منذ أن دارت رحاها في الرابع والعشرين من فبراير العام الماضي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
حاولت أوكرانيا مرارًا مهاجمة الجسور في شبه جزيرة القرم، بنجاح محدود حتى الآن، ومن أجل تحقيق أهدافها بالكامل، تحتاج كييف إلى صاروخ كروز، إلا أنه حتى هذه اللحظة لا تزال الحكومة الألمانية مترددة بشأن بتزويد أوكرانيا بتلك الصواريخ، والتي يصفها الكولونيل النمساوي ماركوس ريزنر بأنها فارقة في الهجوم المضاد.
وتواصل أوكرانيا الضغط على الحكومة الألمانية لتزويد كييف بصواريخ كروز الألمانية من طراز Taurus، حسبما صرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بأن أوكرانيا بحاجة إليها لإنقاذ المزيد من أرواح الجنود والمدنيين الأوكرانيين وتسريع تحرير أراضيها.
وترغب أوكرانيا في تزويد ترسانتاها من الأسلحة، بالحصول على 600 صاروخ من طراز كروز الألماني، في ظل استنفاد المخزون الأوكراني من الصواريخ من نفس الطراز التي حصلت عليها من بريطانيا، وفرنسا في وقت سابق، إلا أن الفارق بينهما في أن الصواريخ الفرنسية "سكالب"، والبريطانية "ظل العاصفة" مصممة للتغلغل بعمق في الأرض، وخرق الجدران الخرسانية والانفجار داخل الأقبية، فهي أسلحة خارقة للتحصينات، عكس توروس الألماني، الذي يحتوي على انفجار قابل للتعديل بشكل متغير ما قد يساعدها في تدمير الجسور الروسية.
خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، حاولت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا مهاجمة الجسور في شبه جزيرة القرم ومع ذلك لم يكن هناك ضرر حقيقي، رغم أن الضربات كانت دقيقة للغاية إلا أنها لم تصب إلا سطح الجسر، وليس تدمير الأعمدة الهامة، وهو ما تقدمه صواريخ كروز الألمانية.
ويبلغ مدى صواريخ كروز الألمانية نحو 500 كيلو، على عكس الصواريخ التي بحوزتها والتي يبلغ مداها 350 كيلو فقط.
ولا يزال بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، مترددًا في طلب أوكرانيا الحصول على صواريخ كروز، إذ تتعامل ألمانيا بحذر في هذا الشأن، بعد أن قدمت في وقت سابق دبابات "ليوبارد 2"، في إطار الدعم الغربي المستمر لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل عام.
ورفض وزير الدفاع الألماني طلب أوكرانيا لتسليم صواريخ توروس كروز، قائلًا: "نحن حذرون جدًا بشأن ذلك، لقد أوضحت ذلك دائمًا، ولم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن حتى الآن"، بحسب مجلة دير شبيجل.
أما وزير المالية الألماني كريستيان ليندر، فقد أعلن خلال زيارته لأوكرانيا لأول مرة منذ العملية العسكرية الروسية، تعاطفه مع بيع صواريخ توروس كروز لأوكرانيا، مؤكدًا أن كييف يجب أن تربح الحرب، ومن أجل ذلك سيتم مناقشة عملية البيع مع الحلفاء في الغرب.
وفي قمة الناتو التي عقدت في مطلع أغسطس الجاري، في ليتوانيا أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تسليم كييف صواريخ بعيدة المدى من طراز "SCALP"، وهو ما اعتبرته موسكو على لسان ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، بأنه تصعيد خطير من قبل الغرب الداعم لأوكرانيا.