الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السلام في أوكرانيا.. الدور الحاسم للتفاوض والمساومة

  • مشاركة :
post-title
مفاوصات سابقة بين روسيا وأوكرانيا

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

يكاد يكون من المؤكد أن إنهاء الأزمة في أوكرانيا سوف يستلزم شكلاً من أشكال المساومة بين أوكرانيا وروسيا، وسيترك وضعًا يمثل حلًا وسطًا بين مصالح البلدين، فمن النادر في النزاعات بين الدول أن يقضي أحد الطرفين على الآخر بحيث لا يحتاج إلى أي مساومة أو حل وسط، وبحسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، ربما كان هدف روسيا منذ بداية الأزمة هو القضاء على أوكرانيا كدولة مستقلة، إما من خلال الاندماج الرسمي مع روسيا أو عن طريق تثبيت نظام دمية في كييف، لكن من الواضح الآن أن القوة العسكرية الروسية غير كافية لتحقيق مثل هذه النتيجة، ومن الواضح أن أوكرانيا لن تستطيع القضاء على الدولة الروسية.

لا يوجد استسلام غير مشروط

وتابعت "ناشيونال إنترست" أنه حتى الحرب التي يقال إنها تنتهي بالاستسلام لا تنطوي على فرض كامل لإرادة طرف على الآخر وتنطوي على تسوية تفاوضية، فلا يوجد استسلام غير مشروط إذا كان الجانب المستسلم لا يزال لديه بعض القدرة على القتال، وكان استسلام اليابان في عام 1945 بمثابة صفقة وافقت فيها اليابان على وقف القتال وبالتالي تجنب الحلفاء ما كان يمكن أن يكون غزوًا عسكريًا مكلفًا للغاية لجزر اليابان الرئيسية.

نهايات أخرى للحرب

من جهة أخرى، قد يكون هناك نهاية أخرى محتملة للحرب بين الدول، وهي انسحاب أحد المتحاربين أو كليهما ببساطة من المعركة، تاركًا صراعًا مجمّدًا مع أو بدون احتلال الأراضي المتنازع عليها، ومثل هذه النتيجة ممكنة في أوكرانيا، لكن اتفاقية صريحة لإنهاء الحرب قد يكون لها مزايا متعددة لجميع الأطراف المعنية، توفر إطارًا يسهل تبادل الأسرى، وبروتوكولات حفظ السلام، وغيرها من التدابير المفيدة، كما توفر درجة من اليقين تقلل من مخاطر التفسير الخاطئ لأفعال الطرف الآخر التي قد تؤدي إلى تجدد الحرب.

الحرب الكورية نموذجًا

وبغض النظر عن أي شيء، فإن إسكات المدافع، وإنهاء معاناة الأوكرانيين، ومعها التهديد بالتصعيد إلى حرب أوسع، يجب اعتباره أهم عنصر في إنهاء هذه الحرب، وعلاوة على ذلك، حتى الاتفاقية التي قد توصف بأنها مجرد هدنة وليست حلًا كاملًا للقضايا السياسية قد تكون اتفاقية السلام الوحيدة التي تنتج عن أي نزاع على الإطلاق، وكان هذا صحيحًا، منذ سبعين عامًا، عندج توقيع اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت بعض المراقبين الآخرين قد ذكروا الحرب الكورية، كنموذج لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأوضحت المجلة أن المتحاربين سيصبحون على استعداد للتفاوض بشأن اتفاقية سلام عندما يكون كلاهما قد أظهر، لأنفسهم وللعدو، حدود ما يمكنهم القيام به عسكريًا ومستعدين له، وهناك احتمال ضئيل أو معدوم لأي من الجانبين لتغيير الوضع في ساحة المعركة بشكل ملحوظ بجهد هجومي آخر، كما أن الحرب التي لم تصل إلى طريق مسدود التي تسير إما بشكل سيء للغاية أو بشكل جيد للغاية بالنسبة لدولة محاربة من المرجح أن تقود ذلك المتحارب إلى مقاومة مفاوضات السلام، ولأسباب مختلفة، سيكون هناك دافع للاستمرار في القتال لدعم الوضع في ساحة المعركة، على أمل أن تبدو أقوى في أي مفاوضات، من أجل تحقيق أهداف الحرب دون الحاجة إلى التفاوض والتسوية.

وسوم :