الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اغتيال مرشح رئاسي.. يعيد الذكرى الأليمة لـ7 حوادث دامية بالإكوادور

  • مشاركة :
post-title
علم الإكوادور - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعيش الإكوادور حالة من الصدمة والحزن بعد اغتيال المرشح الرئاسي فرناندو فييافيثينثيو، الذي تعرض لهجوم مسلح أثناء حملته الانتخابية بالعاصمة كيتو، الذي يأتي في سياق تاريخ الاغتيالات السياسية المأسوي، بالدولة التي تعاني من تصاعد معدلات العنف والجريمة.

ويضاف اغتيال "فييافيثينثيو" إلى قائمة الاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد على مر التاريخ، وكان المرشح الرئاسي صحفيًا سابقًا وعمل لصالح صحيفة الجارديان البريطانية، وصوتًا ناقدًا للصلات المزعومة بين الجريمة المنظمة والسياسة.

أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي "فييافيثينثيو" وهو محاط بأنصاره ويتم اصطحابه بواسطة حراس أمن إلى سيارة انتظار، عندما انطلقت أصوات إطلاق نار وبدأ الناس في الصراخ والاحتماء.

بعد الحادث، أعرب رئيس البلاد جييرمو لاسو، عن استيائه وصدمته وأعلن عقد اجتماع لمجلس الأمن، قائلًا: "نعدكم بأن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب لذكرى فييافيثينثيو ولكفاحه".

دعوات لمواجهة الجريمة

كان "فييافيثينثيو" واحدًا من ثمانية مرشحين للرئاسة في الانتخابات المبكرة المقرر عقدها في 20 أغسطس الجاري، وعبر منافسوه عن حزنهم، وقال أوتو سونينهولز في رسالة على منصة "إكس": "تعازينا العميقة وتضامننا الكامل مع أحباء فرناندو فييافيثينثيو.. ليحفظه الله في جنته.. بلادنا خرجت عن السيطرة".

وقال جان توبيك، المرشح الرئاسي الآخر: "يتكرر اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة التصرف بقوة ضد الجريمة.. ليحفظه الله في جنته."

فييافيثينثيو يتلقى تهديدات

قبل أيام قليلة من اغتياله، أدلى "فييافيثينثيو"، (59 عامًا)، بتصريحات على التلفزيون الوطني أكد فيها أنه تلقى تهديدات بالقتل عدة مرات، زعم أنها جاءت من زعيم عصابة "تشونيروس" المسجون المعروف باسم "ألياس فيتو" يأمره بعدم ذكر اسمه.

ارتفاع معدل العنف

تأتي هذه الجريمة في ظل تصاعد الجريمة العنيفة في البلاد، إذ ترتكب عصابات تجارة المخدرات المتنافسة مذابح في السجون، وتزايدت معدلات القتل بأكثر من ضعفها بين عامي 2020 و2022.

وفي أعقاب اغتيال فييافيثينثيو، صرح رئيس الإكوادور قائلًا: "انتشرت الجريمة المنظمة بشكل مبالغ فيه، ولكنهم سيواجهون وزن القانون بكامل قوته".

كان اغتيال فييافيثينثيو أحدث حلقات سلسلة الاغتيالات السياسية التي شهدتها الإكوادور، والتي تركت أثرًا مدمرًا على البلاد وشكلت تحديًا كبيرًا للاستقرار السياسي والأمني.

حوادث اغتيال سابقة

يعود تاريخ الاغتيالات السياسية في الإكوادور إلى فترة ما قبل الاستقلال، حيث شهدت معارك سياسية وصراعات قوية. ومع تطور البلاد وتولي الرؤساء الحكم، استمرت الاغتيالات في المراوحة بين الأحزاب والتيارات المتنافسة.

في عام 1909، تعرض الرئيس إيفيليو بوربا للاختطاف والاغتيال بوحشية على يد مجموعة من الثوار، وفي عام 1947، تم اغتيال الرئيس خوسيه ماريا فيلالوبوس في حادث تخلله تبادل لإطلاق النار بين القوات الحكومية والثوار.

كما تعرض الزعيم الشيوعي ليوناردو أندراديه للاغتيال في عام 1949، وقُتل رئيس البرلمان خوسيه ريكاردو بايز عام 1975 على يد مجموعة من الضباط العسكريين، واغتيل رئيس الوزراء خايمي رولدوس أغيليرا عام 1981 على يد منظمة يسارية متشددة. كما قُتل رئيس الوزراء خايمي هورتادو في عام 1988 وتعرض الرئيس الأسبق أبدالا بوكارام لمحاولة اغتيال فاشلة في عام 1998، وفي عام 1990، تعرض الرئيس رودريجو بورخيزو لمحاولة اغتيال فاشلة خلال احتجاجات شعبية.

في الآونة الأخيرة، شهدت الإكوادور عدة حالات اغتيال سياسية هزت البلاد، ففي عام 2018، تم اغتيال الصحفي والناشط لويس شوروني في حادثة صادمة أثارت ضجة كبيرة على الصعيدين الوطني والدولي.

والآن، ينضم فييافيثينثيو إلى قائمة الشخصيات السياسية التي فقدت حياتها بسبب رغبتها في تحقيق التغيير ومكافحة الفساد والجريمة.

تعد هذه الاغتيالات السياسية تحديًا كبيرًا للاستقرار السياسي والأمني في الإكوادور، وتتطلب مكافحة الجريمة المنظمة والفساد وتحقيق العدالة تعاونًا قويًا بين السلطات وتعزيز قدرات الشرطة والقضاء، ويجب أن تكون الإكوادور على استعداد لمواجهة هذا التحدي وحماية الشخصيات السياسية وتأمين عملية الديمقراطية.