تتواصل أزمة النيجر، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، من منصبه، من قبل المجلس العسكري، خاصة في ظل رفض أوروبي غربي تتزعمه أمريكا وفرنسا لما حدث، إلى جانب مجموعة "إيكواس"، التي وصلت للتهديد بالتدخل العسكري، وأعطت مهلة للقادة العسكريين انتهت الأحد الماضي.
مع انتهاء المهلة التي أعطتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا"إيكواس"، للقادة العسكريين في النيجر، قالت المجموعة إن السبيل الأفضل، هو الدبلوماسية.
وخرج رئيس نيجيريا، الذي يرأس المجموعة، ليؤكد أن الدبلوماسية هي السبيل الأفضل، لحل الأزمة في النيجر، وأنها الطريق الواجب اتخاذه، وذلك بحسب المتحدث باسمه أجوري نغيلالي.
تعليق رئيس نيجريا جاء بعد رفض القادة العسكريين في النيجر، دخول وفد ثلاثي من الاتحاد الإفريقي وإيكواس والأمم المتحدة، للبلاد أمس، مرجعين ذلك إلى الغضب الشعبي بين مواطني النيجر بسبب العقوبات التي فرضتها إيكواس ردًا على ما حدث، وهو ما يجعل من المستحيل استضافة المبعوثين بأمان.
كل الخيارات ما زالت مطروحة
ورغم أن حديث رئيس نيجيريا بولا تينوبو، يبدو في ظاهره تراجعًا عن نبرة إيكواس التي هددت بالتدخل العسكري سابقًا، خرجت الرئاسة النيجيرية لتؤكد أن كل الخيارات مازالت مطروحة.
ويبدو أن القادة العسكريين في النيجر، غير مهتمين باستضافة الوفد الثلاثي، لتجنب احتمال تدخل عسكري محتمل بهدف إعادة النظام الدستوري، وهو الرفض الذي يأتي قبل يومين من انعقاد قمة قادة "إيكواس"، لبحث الوضع في النيجر، والذي يأتي بعد انتهاء المهلة التي أعطتها المجموعة للقادة العسكريين لإعادة الوضع الدستوري، وإعادة بازوم إلى السلطة وإلا تدخلت "عسكريا".
واشنطن وحل سياسي
وأكدت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، أنها لا تزال تأمل في حل الأزمة دبلوماسيًا، وإيجاد حل دبلوماسي يعيد الأمور إلى نصابها، كما نددت برفض القادة العسكريين استقبال وفد إيكواس.
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، للصحفيين: "لا يزال لدينا أمل، لكننا أيضًا واقعيون جدًا"، وذلك غداة زيارة مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند لنيامي من دون إحراز تقدم ملحوظ.
الحل الدبلوماسي وقمة الخميس المقبل
قال المتحدث باسم رئيس نيجيريا، إن قادة التكتل الإفريقي، يفضلون الحل الدبلوماسي، والحل بسبل سلمية أكثر من أي شيء آخر، وأنهم متمسكون بهذا الأمر، في انتظار أي قرار آخر يمكن أن ينتج من القمة الطارئة لإيكواس المقررة الخميس".
وشدّد المتحدث على تفضيلهم للخيار الدبلوماسي، لأهمية كل الأرواح البشرية، موضحًا أن أي قرار يتّخذه التكتل سيأخذ في الاعتبار السلام والاستقرار والتنمية ليس فقط في المنطقة بل أيضًا في القارة الإفريقية بأسرها".
ومن المتوقع أن تكون النيجر، على رأس جدول أعمال القمة المقبل لـ إيكواس في أبوجا، عاصمة نيجيريا، التي تتولى رئاسة التكتل.
باريس تدعم جهود استعادة الديمقراطية
كررت فرنسا الثلاثاء، موقفها من الوضع في النيجر، مؤكدة دعمها "لجهود بلدان المنطقة لاستعادة الديمقراطية" في هذا البلد، وفق ما قال مصدر دبلوماسي لفرانس برس.
وأضاف المصدر "كما أوضحت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية (كاترين كولونا)، يعود إلى الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أن تتخذ قرارًا حول كيفية استعادة النظام الدستوري في النيجر، مهما كانت طبيعة القرار"، في وقت أصبح خيار التدخل العسكري مستبعدًا.
وتابع المصدر الدبلوماسي أن قمة الجماعة الاقتصادية (إيكواس) المقررة الخميس "ستتيح التطرق إلى هذا الموضوع".
موقف إيطاليا
وقفت إيطاليا، ضد التدخل العسكري في النيجر، وقال وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني، إن أي تدخل عسكري غربي في النيجر، سيعد بمثابة "استعمار جديد".
وقال تاياني لقناة "راي" الإيطالية، إنه يجب الضغط من أجل استعادة الديمقراطية، مع استبعاد أي مبادرة للتدخل العسكري الغربي.
فاجنر
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تخشى من استغلال مجموعة فاجنر الروسية للوضع في النيجر، في ظل إشارات مفادها أن القادة العسكريين هناك طلبوا المساعدة من فاجنر، الموجودة في دولة مالي المجاورة، بحسب "بي بي سي".
وفي الوقت نفسه قال بلينكن، إنه لا يعتقد أن روسيا أو فاجنر حرضا على ما حدث، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قلقة من أن فاجنر "ربما تعلن عن نفسها" في أجزاء من منطقة الساحل الإفريقي، كما قال لبرنامج "عين على إفريقيا" أو Focus on Africa.
وأضاف أنه رغم اعتقاده أن فاجنر ليس لها علاقة بما حدث إلا أنها تحاول الاستفادة من الوضع، متابعًا: "كل مكان ذهبت إليه مجموعة فاجنر، تبعها إليه الموت والدمار والاستغلال".
ما هي مجموعة "إيكواس"؟
يعود إنشاء مجموعة إيكواس، إلى 28 مايو 1975، حيث وقع رؤساء 16 دولة وحكومة إفريقية "معاهدة لاغوس" في نيجيريا، معلنين ولادة "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا"، وفي يوليو 1993 تمت مراجعة الاتفاقية ووقعت 15 دولة المعاهدة المحدّثة، في مدينة كوتونو ببنين.
والدول الأعضاء في المجموعة هي: بنين وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وساحل العاج وغامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو، إضافة إلى ليبيريا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وسيراليون وتوجو".
ومن بين أبرز أهداف إيكواس الرئيسية، تحسين وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال التعاون الأمني والتصدي للتحديات الأمنية المشتركة، وبين مهامها التصدي للأزمات والنزاعات في المنطقة، إذ تعمل كقوة لحفظ السلام في المنطقة، من خلال إرسال قوات عسكرية مشتركة للتدخل في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات.