وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، مرسومًا يسمح لمشتري الصادرات الزراعية الروسية، الدفع بالروبل بدلًا من الدولار، في خطوة وصفتها موسكو بأنها وسيلة لتخفيف ضغط العقوبات على الدول التي لا تزال "صديقة" معها.
الخطوة الروسية تأتي في وقت تطالب فيه روسيا منذ فترة بمعاودة ربط بنكها الزراعي بشبكة "سويفت" للمدفوعات الدولية، التي أقصيت منها بسبب حربها مع أوكرانيا، وهو أحد الأسباب المعلنة لانسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود الشهر الماضي.
وتسعى روسيا، إلى تدويل عملتها، والاعتماد عليها بدلًا من الدولار، وهو ما تحدث عنه الرئيس الروسي خلال القمة الروسية الإفريقية، التي جرت الشهر الماضي في سان بطرسبرج، عندما سلّط الضوء على الحاجة إلى تحويل التجارة إلى العملات الوطنية.
أما فكتوريا أبرامشينكو، نائبة رئيس الوزراء الروسي، فقالت إن المرسوم الجديد "سيسهل دخول الدول الصديقة إلى سوق الأغذية" وسيحمي المُصدرين الروس والدول "الصديقة" لروسيا من ضغط العقوبات.
وتسعى روسيا بشكل كبير، لمواجهة الهيمنة الدولارية، والحد من اعتمادها على الدولار، حتى قبل العقوبات الغربية التي وُقعت عليها بعد بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وزادت حدة هذا السعي، في محاولة لتخفيف مخاطر العقوبات الأمريكية والأوروبية على اقتصادها.
لماذا لجأت روسيا للاعتماد بشكل أكبر على الروبل؟
السبب يكمن فيما قاله ألكسندر بانكين، نائب وزير الخارجية الروسي، في أغسطس الماضي، بأن روسيا تسعى للتخلص من الدولار واليورو في العلاقات التجارية والاستثمارية مع الشركاء، على خلفية الضغط الجيوسياسي المتزايد من قِبل الغرب.
وأكد ألكسندر بانكين، أن الطريقة الوحيدة لضمان استقرار العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين روسيا وشركائها هي التخلص من استخدام العملات التي أصبحت "سامة"، والانتقال إلى الحسابات بالعملات الوطنية، بحسب "روسيا اليوم".
وأوضح أن النظام المالي العالمي الحالي، غير قابل للاستخدام في ظروف العالم المتعدد الأقطاب.
استخدام القمح والمحاصيل الزراعية
تسعى روسيا لاستخدام صادراتها الزراعية وخاصة القمح، إذ تعد الدولة الأولى عالميًا في تصدير القمح بكميات تتعدى 37 مليون طن سنويًا، وهو سلعة ضرورية في سلسلة الغذاء، وهو ما أكدته فيكتوريا أبرامشينكو، نائبة رئيس الوزراء الروسي، التي قالت إن بلادها ستحث مشتري صادراتها على الدفع بالروبل كوسيلة للالتفاف على العقوبات الغربية.
تحركات موسكو للهرب من هيمنة الدولار
اتخذت روسيا عدة طرق للهرب من هيمنة الدولار والالتفاف على العقوبات الغربية، منها أولًا الاعتماد على العملات المحلية في التبادل التجاري، وهو ما تروّج له حتى قبل الحرب الحالية، وثانيًا الحد من ظاهرة "البترودولار"، وهو مصطلح اقتصادي لوصف قيمة النفط المشترى بالدولار الأمريكي، إذ أصدرت مرسومًا في مارس 2022 يقضي ببيع الغاز والنفط الروسي للدول "غير الصديقة"، بالروبل، كشرط أساسي لاستمرار عقود الغاز، إضافة إلى محاولتها المتكررة لإدراج الروبل، ضمن العملات الرئيسية في الاحتياطيات النقدية العالمية.
أهداف روسيا لتدويل الروبل
يمكن اختصار أهداف روسيا ودوافعها لتدويل الروبل، إلى عدة عناوين رئيسية، أولها دعم قيمة العملة المحلية، التي انخفضت إلى أدنى مستوى منذ مارس 2022، إلى جانب مواجهة العقوبات الغربية، وضمان استمرار تسوية المعاملات التجارية.