قبل 17 شهرًا، انقلب حال أوروبا رأسًا على عقب، فور العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي طالت تباعتها أقوى الاقتصاديات في القارة العجوز، وعلى رأسها ألمانيا، والتي كانت ترتكز لسنوات على الغاز الروسي، الأمر الذي أربك حساباتها وأحدث فجوة بعد توقف موسكو عن إمداداتها لبرلين، وفي ذلك النسق كان المستشار الألماني أولاف شولتس، يحاول الخروج من الخناق الروسي بحلول غير مسبوقة ومن بينها محطات الغاز المسال، إلا أنه لم يخطر في بال رئيس الوزراء الألماني أن تلك المحطات قد تضعه في دائرة الشك.
ومع بداية هذا العام، تم افتتاح محطة للغاز الطبيعي المسال في لوبمين، بعد أن كانت إمدادات الطاقة في ألمانيا في خطر منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، ما دفع اثنين من رواد الأعمال، لم يكن لهما اسم سابق في قطاع الطاقة، لطرح فكرة محطة الغاز الطبيعي المسال، إلا أن ذلك قد يسبب أزمة للمستشار أولاف شولتس، بحسب صحيفة "زود دويتش تسايتنج" المحلية.
دائرة الشك بدأت عندما أبقى المستشار الألماني الاجتماعات سرية، مع اثنين من رواد الأعمال، التي طاردتهما أخيرًا تهمة غسيل الأموال، أحد هذه الاجتماعات كان في دائرة شولتس الانتخابية في بوتسدام في 15 سبتمبر 2022.
الأمر الثاني بحسب الصحيفة الألمانية، هو أن الاجتماعات التحضيرية لم يتم تسجيلها في أي أجندة رسمية لاجتماعات المستشار، الأمر الذي برره "شولتس" بأنه حضر هذا التعيين بصفته ممثل دائرة انتخابية، وليس بصفته مستشارًا؛ نظرًا لأنه على عكس الوزراء والمستشارين، فإن النواب ليسوا ملزمين بالإفصاح عن أجندتهم الرسمية.
وفي يناير الماضي افتتح المستشار الألماني أولاف شولتس، محطة استيراد وتحويل للغاز الطبيعي المسال في ميناء لوبمين على بحر البلطيق، بهدف تعويض توقف شحنات الغاز الروسي لأكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وهي الثانية بعد محطة مدينة "فيلهلمسهافن" بولاية ساكسونيا.
وتم افتتاح محطة الغاز الطبيعي المسال في لوبمين، ومن المفترض أن تغطي نحو 5 بالمئة من الطلب على الغاز في البلاد، وهي المحطة الوحيدة الممولة بالكامل من القطاع الخاص في ألمانيا حتى الآن، ويجري التخطيط لمحطة أخرى للغاز الطبيعي المسال في جزيرة روجن.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، لم يعلن رائدا الأعمال بعد عن المكان الذي حصلا منه على رأس مالهما الأولي البالغ 100 مليون يورو، الأمر الذي تم تفسيره على أنه غسيل للأموال، وهو ما رفضته الشركة بشكل قاطع واصفة تلك الاتهامات بحملة تشويه.
واتجهت ألمانيا إلى بناء محطات للغاز الطبيعي المسال على موانئها، التي تُعد خطة بديلة لتعويض نقص الغاز الروسي، الذي توقف بعد العملية العسكرية في أوكرانيا منذ قرابة العام.
ومع افتتاح محطتي الغاز المسال وعد رئيس الحكومة الفيدرالية بحلول نهاية العام المقبل، أن تكون لدى ألمانيا قدرة استيراد ما يزيد على 30 مليار متر مكعب من الغاز.