في عملية هدفت إلى منع وقوع أسوأ سيناريو حدوث تسرب نفطي في البحر الأحمر، وصلت ناقلة النفط العملاقة "صافر" الراسية قبالة سواحل محافظة الحديدة (غرب اليمن)، بجهود أممية إلى بر الأمان، بعدما بلغت المرحلة الأخيرة من عملية تفريغ النفط، الذي شكل قنبلة موقوتة هددت المنطقة لعدة أعوام.
وتسبب تعليق عمليات الإنتاج والتفريغ والصيانة للناقلة "صافر" في عام 2015، وكذلك توقف الأنظمة اللازمة لضخ الغاز الخامل فيها عن العمل في عام 2017، في تزايد خطر الانهيار ووقوع انفجار ضخم، يخلف دمارًا هائلًا.
وكان ميناءا الحديدة والصليف اليمنيان معرضان إلى خطر الإغلاق، مما يعوق وصول الغذاء والوقود والإمدادات الأخرى للبلاد، وكانت الناقلة تواجه خطر كارثة حقيقية في حال حدوث تسريب كبير للنفط فيما قدرت تكاليف التنظيف فقط بـ20 مليار دولار.
وتصاعدت احتمالات حدوث تسرب للكميات المخزنة في "صافر"، المقدرة بـ1.14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف، منذ العام 2015، خاصّة بعد تسرب المياه إلى غرفة المحركات في يونيو 2020.
المرحلة النهائية
وأعلنت الأمم المتحدة، في بيان أمس السبت، وصول عملية نقل النفط المخزن في الناقلة المتهالكة، مرحلتها النهائية مع تفريغ أكثر من 70% من الخام إلى السفينة البديلة.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آكيم شتاينر، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "إلى اليوم تم نقل 71% من نفط الناقلة صافر (824179 برميلا)"، مؤكدًا أنه مع كل برميل نفط يتم ضخه من الناقلة صافر يكون مستقبل الصيادين والمجتمعات اليمنية أكثر ضمانًا.
المرحلة الأولى
في 25 من يوليو الماضي، انطلقت المرحلة الأولى من عملية سحب النفط إلى ناقلة أحضرتها الأمم المتحدة، قبالة ميناء الحُديدة اليمني في البحر الأحمر، في عملية قدرت تكلفتها بـ143 مليون دولار.
وفي 31 من الشهر ذاته، أعلنت الأمم المتحدة انتهاء المرحلة الأولى من تفريغ الخزان، وصرح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على حسابه في تطبيق "إكس، في حينها، بأن "عملية إنقاذ الناقلة تسير على قدم وساق".
وأشار البرنامج الأممي إلى أن المضخات مستمرة في العمل وأنه تم تفريغ خزانين مركزيين موضحًا أن هذه هي نهاية المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ للحد من انتشار النفط في البحر الأحمر.
سبب تعطل ناقلة صافر
ترسو ناقلة "صافر"، التي صُنعت قبل 47 عامًا وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، على بعد نحو 50 كيلومترًا من ميناء الحُديدة الاستراتيجي (غرب اليمن) الذي يُعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات.
ولم تخضع الناقلة "صافر"، لأي صيانة منذ 2015، ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها.
واستخدمت الحكومة اليمنية منذ عام 1986، الناقلة "صافر" الراسية على بعد نحو 4.8 ميل بحري من ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، كوحدة تخزین عائمة في البحر الأحمر، لاستقبال الخام من حقول صافر في محافظة مأرب وتصديره.