لم تجد تحذيرات الخبراء بشأن التغيرات المناخية ومدى تأثيرها على البحار والأنهار، أُذنًا صاغية أو عقولًا مُدركة لما يمكن أن تؤدي له مستويات التلوث الحالية على كوكب الأرض من كوارث بيئية واقتصادية، إلى أن باتت آثار ذلك ملموسة وواضحة في العديد من المسطحات المائية، أبرزها انخفاض منسوب بحر قزوين.
وتناول عرض تلفزيوني على شاشة "القاهرة الإخبارية"، انخفاض منسوب بحر قزوين بمقدار 38 سم خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهو ما اعتبره المحللون إنذارًا صريحًا بشأن احتمالية تعرضه للانكماش بحلول عام 2050.
ويعد المستوى الحالي من انخفاض المنسوب ببحر قزوين، استمرارًا لما يعانيه البحر منذ عشرات السنوات، إذ بلغ إجمالي الانخفاض في منسوبه المائي 170 سم منذ تسعينات القرن الماضي.
وحاولت تحذيرات الخبراء نقل صورة واضحة لما سيكون عليه بحر قزوين خلال السنوات المقبلة حال استمرار معدلات انخفاض منسوبه على مستوياتها الحالية، إذ أشارت تلك التحذيرات إلى احتمالية تقلص ما يتراوح 20 – 25% من مساحتها في الجزء الشمالي، والذي يشمل الساحل الروسي، الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.
وفي أوروبا، انطلقت العديد من التحذيرات منذ عام 2022، تهدف في المقام الرئيسي إلى رسم صورة كاملة عما قد تشهده القارة العجوز في حال جفاف نهر الراين، والذي يمر بـ5 دول أوروبية، باتت جميعها مهددة بشللٍ اقتصادي، بعد انخفاض منسوبه إلى الثلث تقريبًا.