ناقش زعماء دول غرب إفريقيا (إيكواس) خلال اجتماعهم في العاصمة النيجيرية أبوجا، إمكانية التدخل العسكري في النيجر عقب الأحداث الأخيرة، والتي أسفرت عن إزاحة الرئيس محمد بازوم.
وفي هذا السياق، قال الدكتور توفيق حميد، الباحث في الشأن السياسي من واشنطن، إنَّ مجموعة (إيكواس) تمثل 15 دولة وتخضع للسياسات الأمريكية والغرب.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، اعتبر الباحث السياسي أنَّ تدخل (إيكواس) في النيجر يُعد حربًا بالوكالة لأمريكا والغرب من ناحية، ومن ناحية أخرى روسيا، مُحذرًا من تدخل هذه الدول والانزلاق في حرب، خصوصًا أن (إيكواس) تضم دولًا ذات ثقل منها نيجيريا وسيراليون والسنغال وساحل العاج.
الصراع على اليورانيوم
وأكد أنَّ محور الصراع سيكون على النيجر، التي تُعد مصدرًا للذهب واليورانيوم لأوروبا وأمريكا، مُشيرًا إلى أن الصراع أصبح ظاهرًا الآن بين القوى الكبرى، وتحول من صراع خفي إلى ظاهر بينها.
وبشأن إلغاء اتفاقيات عسكرية بين النيجر وفرنسا، أكد "حميد" أنَّ باريس تأثرت بشكل كبير؛ بسبب الأحداث الأخيرة التي وقعت في النيجر، خصوصًا أنها تجمعها علاقات وطيدة بـ(نيامي)، لأنها تحصل على كميات كبيرة من اليورانيوم، فضلًا عن الذهب الذي يُعد احتياطيًا في الصراع العالمي بين بريكس والدولار واحتياج الجميع لمصادر ذهب.
وحذّر الباحث السياسي من محاولات تدخل دول (إيكواس) عسكريًا في النيجر؛ لأن الأمر سيتحول إلى كارثة خصوصًا أنَّ الشعب في النيجر داعم لروسيا ضد الغرب لأسباب عديدة.
توقف المساعدات الخارجية
وفي سياق آخر، قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، اليوم السبت، إنَّ الحكومة الأمريكية توقف بعض برامج المساعدات الخارجية التي تستفيد منها حكومة النيجر، لكنها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية، حسبما أفادت "رويترز".
وعلَّق الخبير السياسي على تعليق المساعدات الغربية قائلًا: "الأزمة في النيجر تسير في منعطف خطير، خصوصًا أنها دولة فقيرة، وعند منع الدعم الاقتصادي وتدخل الدول المجاورة يدفع البلاد إلى نفق مظلم ودخول منطقة غرب إفريقيا إلى صراع اللاعودة إن لم يتم الحل سلميًا بين الأطراف المتنازعة".
وجرى الإطاحة برئيس البلاد، محمد بازوم، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال، وحذّر جيش النيجر من أن أي تدخل عسكري خارجي من أي طرف، ستكون له عواقب وخيمة لا يُمكن السيطرة عليها، ويؤدي إلى فوضى في البلاد.