استحدثت المجالس التشريعية في العالم لتمثل الشعوب، وإذا كانت نسبة الشباب في الشعوب العربية يقدر بنحو 30%، فإن تمثيلهم بالقدر الكافي ضرورة ملحة لنجاح أي برلمان في مهمته، واستطاعت البرلمانات العربية خلال السنوات الأخيرة ضم دماء جديد في مجالسها التشريعية مشبعة بأفكار روح الشباب.
وتقول دينا البشير، عضو مجلس النواب الأردني، إن الكثير من الشباب يطمح بالوصول إلى مراكز صنع القرار في دولته، وأن أكبر التحديات هو الوصول لمجلس النواب لتمثيل تلك الفئة داخل المجلس وإحداث التغير الحقيقي.
وأضافت "البشير"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن هناك تحديات كبرى تواجه الشباب للتمثيل تحت قبة البرلمانات ومنها التحدي الاقتصادي والمالي، وهو أحد التحديات التي تواجه الشباب، فالإمكانيات الاقتصادية لمحدودة لدى قطاع عريض من الشباب تقيد وصول تلك الفئة إلى البرلمانات.
وأكدت عضو مجلس النواب الأردني، أن الأردن لم يكن لديه تمثيل حقيقي للأحزاب على أرض الواقع، وبالتالي فإن هناك مجهودًا ضخمًا على الشاب لإقناع الناخبين بأنه على قدر من الكفاءة بإحداث التغير المرجو منه، فضلًا عن محاولاته لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عن الشباب، بأن وصوله لن يحدث أي تغيير، وأنه غير متمكن سياسيًا.
وفي القاهرة، يقول الدكتور خالد بدوي، عضو مجلس النواب المصري، إن تجربة تمكين الشباب في جمهورية مصر العربية أصبحت تجربة رائدة، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخذ هذا التحدي على عاتقه لإنجاحه ونجح فيه بالفعل.
وأضاف عضو مجلس النواب المصري، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن نتيجة التحدي تم تمكين غير مسبوق للمرأة المصرية سواء كانت الشابة أو ما بعد سن الشباب، إلى جانب تمكين بعض الشباب المصري في مناصب قيادية، ليس داخل مجلس النواب فحسب، ولكنها تجربة فريدة داخل المؤسسات والهيئات والمصالح وأجهزة الدول الحكومية.
وأشار إلى أن حجم التنوع كبير في التخصصات المطروحة للتمكين، وأن هذه أصبحت استراتيجية الدولة المصرية لخلق صفوف ثانية وثالثة، تستحق أن تصبح قيادات واعدة، وهذا يثمن بناء الجمهورية الجديدة التي يصر عليها المجتمع بالمصري بأكمله.
ومن جانبه، قال النائب هشام سفر، عضو مجلس الشعب الوطني بالجزائر، إن الحراك السياسي كان طوق النجاة للشباب الجزائري، وأن الشباب قبله كان ضائعًا عازفًا عن الحياة السياسية حتى جاء الحراك وغيّر الوضع برمته وأتى بدستور جديد وقانون انتخاب جديد كان هدفه إبعاد المال الفاسد وإشراك الشباب: "لولا ما حدث لما كان للشباب أقل من 40 عامًا بأن يمثل 136 عضوًا من بين إجمالي 407 أعضاء في البرلمان".
وأضاف عضو مجلس النواب الجزائري، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن هذا القانون جاء لاحتواء الشباب، ووضعه في الحياة السياسية.
وقال علي العرادي، عضو مجلس الشورى البحريني، إن البحرين لديها تجربة ثرية بعد أن أطلق مشروعًا إصلاحيًا عام 2002 يضم عددًا من الخطط الرامية لتعزيز ودعم دور الشباب.
وأضاف عضو مجلس النواب البحريني، لـ"القاهرة الإخبارية"، أنه عند تشكيل السلطة التشريعية التي تتشكل من النواب والشورى، تم تشكيل لجنة للشباب ما زالت معنية بالشؤون الشبابية ومشاريع القوانين الخاصة بهم للبت فيها بشكل يضمن تمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا.
وأكد "العرادي" أن المجلس التشريعي في دولة البحرين حرص على دعم عدد من المبادرات المعنية بالتمكين السياسي، ومن بينها مبادرة برلمان الشباب.