محمد أبو داود: أحسن إدارة موهبته وأصر على النجاح
مؤلف كتاب الزعيم: اعتبرته نداءً قدريًا.. واستغرق كتابته 15 يومًا
صلاح عبد الله: عملت في المسرح حبًا ولم أتقاض عنه أجرًا وأنفقت عليه من مالي الخاص
"لقاء على محبة الزعيم"، كان هذا التعبير الأمثل للندوة التي أقيمت اليوم للاحتفاء بالفنان الكبير عادل إمام، ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح، الذي اتخذ من دورته الـ16 عنوانًا رئيسيًا هو الاحتفاء وتكريم الزعيم بعد أن سجل اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن المصري، ويمثل أيقونة على مستوى الوطن العربي.
كان الزعيم الحاضر الغائب خلال الندوة، برغم غيابه عن الندوة بحكم ظروفه الصحية، لكن اجتمع المحبون حول سيرته العطرة ومسيرته الفنية التي سطرها على مدار 6 عقود متواصلة، فشهدت الندوة مناقشة كتاب عن تاريخه الفني، بعد اختيار إدارة المهرجان تكريمه وحمل الدورة الحالية اسمه.
أحسن إدارة موهبته
"عادل إمام ذكي ومن القلائل الذين استطاعوا إدارة موهبتهم"، هكذا تحدث الفنان محمد أبو داود عن الزعيم خلال الندوة، ليؤكد أن الفنان ممكن أن يكون موهوبًا ولكن لا يستطيع أن يدير موهبته، فأحسن الزعيم إدارتها واستغلالها ليقدم مشوارًا متميزًا.
لعبة القدر
لعب القدر دوره في حياة الزعيم بأن أرسل له أشخاصًا ساعدوه في حياته، وآمنوا بموهبته وشكّلوا معه ثنائيًا متميزًا، ليشير "أبو داود" إلى أن من حُسن حظ الزعيم وجود اثنين في طريقه كانا بمثابة إضافة قوية له في حياته، هما سمير خفاجة، وفطين عبد الوهاب، ويقول: "سمير خفاجة اكتشفه، باعتباره مكتشف النجوم وصانعهم، وبإمكانه تحديد الممثل المتميز، ووقع اختياره على الزعيم لأنه كان يرغب في ممثل تحمل عيونه اللؤم، ليقدمه في "أنا وهو وهي" ويحقق نجاحًا كبيرًا بشخصية دسوقي أفندي، والزعيم رفض تكرار هذه الشخصية بعدما جاءته عروض كثيرة في اليوم التالي، وصلت لـ10 أعمال تريد أن يجسد الشخصية نفسها، فما كان من عادل إمام إلا كتب على السيناريو "دسوقي أفندي مات"، وهذا هو سر تميز الزعيم بعدم تكرار شخصياته".
الأغلى أجرًا
على الرغم من أن نجومًا تفوقوا على الزعيم في الأجر، لكنه استطاع أن يصبح النجم الأغلى والأعلى في مصر، ويؤكد "أبو داود" أن عادل إمام كان لديه إصرار على النجاح، إذ إن أجره في "مدرسة المشاغبين" كان أقل من الفنان سعيد صالح، إلا أن الزعيم استطاع أن يدير موهبته بشكل جيد ويستمر في مواصلة نجاحه.
نداءً قدريًا.. وتحدٍ
نسج أشرف غريب، كتابًا عن الزعيم "عادل إمام شاهد شاف كل حاجة"، ليؤكد أن تكليفه من جانب إدارة المهرجان القومي للمسرح بتأليف كتاب عن الزعيم يعتبر نداءً قدريًا وأنه دخل في تحدٍ مع ذاته لتقديم كتاب مختلف عما قرأه، إذ يقول إن معظم الكتب عن عادل إمام كانت سطحية.
أسبوعان لعمل الكتاب
يشير "غريب" إلى أنه استغرق نحو 15 يومًا لتأليف الكتاب، إذ تفرغ له بشكل كامل لتقديم مؤلف مختلف وقيّم عن الزعيم، ليضيف أن عادل إمام لا يعتبر الأغلى أجرًا فحسب، لكن قيمة على مستوى الوطن العربي، ليستمد قوته ومحبته من الشارع باعتباره أحد أبنائه.
صلاح عبد الله
لم تكن هذه الندوة الوحيدة التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم بالمهرجان القومي للمسرح، فعقدت أخرى للفنان صلاح عبد الله احتفاءً بتكريمه من المهرجان وإصدار كتاب عنه، ليستعيد صلاح مسيرته المسرحية التي قدمها على مدار عقود طويلة، فتحدث عن ذكرياته مع فرقته المسرحية "تحالف قوى الشعب العاملة"، التي أسسها ليؤكد أن كاتبًا صحفيًا وراء اختيار اسمها، إذ تشمل مجموعة مختلفة من الطلبة من مختلف الكليات والمدارس والدبلومات وآخرين من أشخاص غير متعلمين ومهن مختلفة، التي حققت نجاحًا كبيرًا وقتها.
من الهواية للاحتراف
"رابعة العدوية" أول مسرحية أتقاضى عليها أجرًا، ونقلتني لمرحلة الاحتراف في المسرح، هكذا أكد صلاح عبد الله أنه ظل يعمل في المسرح حبًا فيه، حتى إنه كان ينفق عليه من ماله الخاص، وجاءت له الفرصة ليقف كفنان محترف في مسرحية " رابعة العدوية" أمام سيدة المسرح العربي سميحة أيوب والفنان يوسف شعبان والمخرج شاكر عبد اللطيف.
بدأ صلاح عبد الله العمل على خشبة المسرح منذ الجامعة، ليسرد ذكرياته معها قائلًا:" قدمت في الجامعة عددًا كبيرًا من المسرحيات مثل أولها "الخناونة" مع نادر صلاح الدين.
اكتشافه خالد جلال
اتجه صلاح عبد الله للإخراج، وقام بإخراج مسرحيات وساعد في بزوغ نجوم مؤثرين على الساحة ومن بينهم الفنان والمخرج خالد جلال، الذي حرص على حضور الندوة ليقول "صلاح": "فخور بأنني قدمت خالد جلال في المسرح، فأخرجت له أول مسرحية شارك فيها، وهو من الموهوبين فساهم من خلال مركز الإبداع في تقديم أجيال ومواهب كثيرة للساحة الفنية".
كما تحدث صلاح عبد الله عن بعض المؤثرين في مجال المسرح ومنهم الكاتب الراحل لينين الرملي، مطالبًا المهرجان بتكريمه في الدورات المقبلة.
رشدي الشامي: الفن جزء لا يتجزأ من شخصيتي
بينما قال الفنان رشدي الشامي، إن الفن جزأ لا يتجزأ من شخصيته مثل الموسيقى، الرسم، الألوان، كل هذه الأشياء تخدم التمثيل بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه يجب على الفنان أن يتعلم كل شيء في التمثيل.
واستعاد رشدي ذكرياته وخطواته الأولى في مجال الفن ليقول عنها خلال ندوة تكريمه اليوم بالمهرجان: "بدايتي كانت في قصور الثقافة، وكنت في الصف الثالث الثانوي بقصر ثقافة "قصر النيل"، وتوالت الأدوار شاركت في أعمال "كومبارس" وهذه الكلمة غالية عندي جدا وأعتز بها كثيرًا، قدمت مشهدًا واحدًا من كلمة واحدة في مسرحية "المجاذيب" وكنت في قمة السعادة".