يواجه النظام الحالي للمساعدات الاجتماعية في ألمانيا انتقادات شديدة، بسبب النسبة الكبيرة من اللاجئين الأوكرانيين، إذ يتلقى نحو 30% منهم مساعدات مالية من الحكومة.
وتزداد الضغوط على البلاد، بسبب التدفق الكبير من اللاجئين الأوكرانيين، في ظل تحذيرات من نفاد الموارد المتاحة لمساعدتهم.
وأثار هذا النظام الحالي انتقادات المعارضة الألمانية، مطالبين الحكومة بإجراء "تحول جوهري" لنظام المساعدات الاجتماعية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية، استقبلت ألمانيا منذ بداية العام الحالي نحو مليون أوكراني من بين 5.5 مليون متلقِ للإعانات الاجتماعية في ألمانيا، ويشكل الأوكرانيون النسبة الأكبر من المتلقين الأجانب للإعانات الاجتماعية، إذ يشكلون نحو 30% من عددهم، يليهم السوريون الذين يشكلون 20%، وترى المعارضة أن هذا النظام يحتاج إلى "تحول جوهري" يركز على "اندماج" المهاجرين في سوق العمل الألماني، لأن هذا النظام يؤدي إلى زيادة الضغط على الميزانية الحكومية ويعيق اندماج المهاجرين في المجتمع الألماني.
قيمة المساعدات
وفقًا لـ"بيلد"، فإن أكثر من 65.6% من الأوكرانيين الذين يعيشون في ألمانيا "أي 707 ألف شخص" يتلقون مساعدات مالية من الحكومة.
ويتلقى مستحقو الإعانات المدفوعة من الحكومة متوسط 502 يورو للشخص الواحد، و451 يورو للزوجين كل أسبوع.
بينما يتلقى الأشخاص الذين لديهم أطفال ما يصل إلى 318 يورو إضافية و420 يورو، حسب عمر الطفل.
كما تدفع الدولة أيضًا ثمن الإيجار والتدفئة والتعليم للأشخاص المستحقين.
ويمكن لطالبي اللجوء والأشخاص الذين يحملون الحالة المسماة "الإقامة المسموح بها" الحصول على ما بين 369 يورو و410 يورو أسبوعيًا، بالإضافة إلى 278-364 يورو إضافية للطفل إذا كان ذلك ممكنًا.
ضغط على الاقتصاد الألماني
ويسمح القانون للأوكرانيين، بموجب اللوائح الحالية، الحصول بشكل تلقائي على مدفوعات المساعدة الاجتماعية العادية، وفقًا لـ"بيلد".
ويبلغ إجمالي مخصصات المساعدات الاجتماعية والتكاليف المرتبطة بها، التي تم تخصيصها في ميزانية هذا العام، 43.8 مليار يورو، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
انتقادات قانون المساعدات
وأثار هذا النظام الحالي انتقادات كارستن لينيمان، الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي يعد أكبر كتلة معارضة في ألمانيا.
وطالب السياسي المحافظ بإجراء "تغير جوهري" لنظام المساعدات الاجتماعية، الذي يجب أن يكون أكثر تركيزًا على "اندماج" المهاجرين في سوق العمل الألمانية.
وقال: "لدينا نقص في العمالة المهرة ونحو 2.5 مليون عاطل عن العمل في نفس الوقت، بالإضافة إلى مستوى عالٍ من الهجرة إلى النظام الاجتماعي"، مطالبًا الحكومة بالقيام بالمزيد لـ"إخراج أكبر عدد ممكن من الأشخاص من المساعدات الاجتماعية وإدخالهم إلى سوق العمل".
الوضع الوظيفي للاجئين الأوكرانيين
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسات أبحاث ألمانية مشتركة والوكالة الاتحادية للهجرة، أن 18% فقط من اللاجئين الأوكرانيين في ألمانيا وجدوا عملًا، في حين أن 44% منهم قالوا إنهم يرغبون في البقاء بالبلاد حتى بعد انتهاء الحرب.
وارتفع عدد الراغبين في البقاء بنسبة خمس نقاط مئوية، مقارنة بنسبة 39% في استطلاع أجري الصيف الماضي.
وقبلت ألمانيا أكثر من مليون أوكراني منذ اندلاع الحرب قبل عام ونصف العام.
ووضع هذا التدفق الكبير من الأوكرانيين ضغطًا على أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.
توزيع اللاجئين الأوكرانيين بشكل أكثر عدالة
وفي أكتوبر 2022، حذر 23 رئيس بلدية في جميع أنحاء البلاد من أن السلطات المحلية استنفدت جميع الموارد المتاحة لمساعدة الوافدين الجدد.
وفي فبراير 2023، دعت نانسي فايزر، وزيرة الداخلية، إلى توزيع أكثر عدالة للاجئين الأوكرانيين بين دول الاتحاد الأوروبي المختلفة.