نشرت منظمة الإغاثة الكاثوليكية، أمس الخميس، تقريرها السنوي عن حالة الفقر في فرنسا، بعدما التقى ما يقرب من 3500 عضوًا بفرق الإغاثة 938600 شخص في عام 2021.
وترسم الوثيقة ملامح الحياة اليومية للأشخاص الأكثر فقرًا في فرنسا، بين الحرمان والإرهاق النفسي.
دليل على الأزمات
بعد عامين ونصف من اندلاع جائحة كورنا، وبينما كان التضخم يثقل كاهل الميزانيات، فحصت هيئة الإغاثة الكاثوليكية تأثير هذه الاضطرابات المتتالية على الأسر الأكثر فقرًا.
وتشير نتائج الاستطلاع، الذي أجرته الهيئة بين 2019 و2021، إلى معطيات مأسوية، مثل أن نصف الأسر التي درستها الجمعية لديها أقل من 5 يورو في اليوم لكل شخص لتغطية نفقات الطعام أو النظافة أو حتى شراء الملابس، وهو أقل من 0.5 إلى 1 يورو عما كان عليه قبل بدء الأزمة الصحية، أما لربع العينة، هذا "الباقي للعيش" لا يتجاوز حتى 1.5 يورو، فيما تقدر الإغاثة الكاثوليكية أن الأمر يتطلب 7 يوروهات على الأقل يوميًا ولكل شخص للطعام.
"حفظ ماء الوجه" بغض النظر عن أي شيء
لعدة أشهر، سمعت الهيئة شهادات مزعجة تتراكم، مثل العديد من الإشارات الملموسة للغاية لتدهور ملحوظ في وضع الميزانيات الصغيرة.
وتوضح جان ميركيرت مديرة الهيئة في فرنسا: "يعرف العديد من المستفيدين لدينا الأسعار في السوبر ماركت مقابل سنت واحد ويتسوقون بآلة حاسبة في متناول اليد، لتجنب العار من الاضطرار إلى سحب المنتجات بمجرد وصولهم عند الخروج، وليس لديهم ثمنها، إنهم يغسلون الملابس مرة واحدة فقط في الشهر، ويضعون أطباقهم من الأسبوع في الفرن في نفس الوقت من أجل تخفيض فاتورة الكهرباء".
في هذه الحياة اليومية المليئة بالضغوط والحرمان، نفضل "تخطي الوجبات حتى نتمكن من ارتداء الملابس والعطور،" من أجل حفظ ماء الوجه"، لأن "عدم تناول الطعام غير مرئي من الخارج"، جاء ذلك ضمن الشهادات.
وأشار التقرير إلى أن هذه النسب لا تشمل حتى الآن زيادة الـ 12 في المئة على أسعار المواد الغذائية، أو زيادة 15 في المئة المرتقبة في أوائل عام 2023 على أسعار الغاز والكهرباء.
وأوضح التقرير المأسوي أنه وحتى بفضل الدعم الاجتماعي الذي وفرته الحكومة، فإن هذه الزيادة الأخيرة "قد تنطوي على 20 أو 25 يورو كتكاليف إضافية كل شهر" مما يترتب عليه من عواقب تخلي البعض عن الطعام لعدة أيام متتالية.
أشارت الهيئة خلال تقريرها إلى أن تكاليف الإسكان تستهدف أكثر من نصف الموارد المعيشية التي تتلقاها الأسر الأكثر فقرًا.
قنبلة اجتماعية
لوقف النزيف وتجنب "انفجار القنبلة الاجتماعية" كما وصفته الهيئة في تقريرها، تدعو الإغاثة الكاثوليكية على المدى القصير إلى تقديم مساعدات أكثر استهدافًا للأسر التي تواجه صعوبات كبيرة، وهي آلية أثبتت فعاليتها في الماضي.
وبخلاف حالة الطوارئ الفورية، تدعو الجمعية الخيرية، من بين أمور أخرى، إلى "زيادة الحد الأدنى للضمان الاجتماعي" من أجل ضمان حياة كريمة للفئات الضعيفة في المجتمع الفرنسي.