تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وبولندا بعد قرار وارسو نقل قواتها بالقرب من حدودها مع بيلاروسيا، بسبب مخاوف من تواجد مجموعة فاجنر العسكرية في المنطقة.
فاجنر وتصعيد التوتر
ونقلت بولندا، التي تتقاسم حدودًا استراتيجية بالغة الأهمية في شمال شرقها مع بيلاروسيا، 1000 جندي قرب حدودها في وقت سابق من هذا الشهر بسبب هذه المخاوف، بعدما اقترح أحد النواب الروس أن مجموعة فاجنر تحاول السيطرة على ممر سوالكي وعزل دول البلطيق عن باقي أوروبا، بحسب ما أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية.
ممر سوالكي
طالما كان ممر سوالكي نقطة خلاف بين الدولتين، إذ إنها تعد منطقة ذات أهمية استراتيجية بين بولندا وروسيا في منطقة جيب كالينينجراد.
اتهامات بنية الغزو
ومما زاد من تدهور العلاقات بين بولندا وروسيا، التي كانت متوترة بالفعل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بشكل أكبر في الأيام الأخيرة، اتهام بوتين لبولندا بالرغبة في غزو أوكرانيا.
ورد الرئيس الروسي على قرار بولندا، بشأن نقل جنودها بالقرب من الحدود البيلاروسية، الجمعة، محذرًا وارسو من شن هجوم ضد بيلاروسيا، خلال اجتماع متلفز لمجلس الأمن، وفقًا لما أشارت مجلة بوليتيكو.
وأشار الزعيم الروسي خلال الاجتماع إلى أن بولندا تريد السيطرة على "أراضيها التاريخية"، مضيفًا أن بولندا ترغب في السيطرة على "قطعة كبيرة من أوكرانيا"، وكانت "تحلم بأراضي بيلاروسية"، حسبما ذكرت بوليتيكو، السبت الماضي.
وأضاف بوتين أن "الأراضي الغربية" لبولندا كانت "هدية من ستالين للبولنديين"، في إشارة إلى زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين.
واستطرد: "سيعني الاعتداء على بيلاروسيا الاعتداء على الاتحاد الروسي، وسنرد عليه بكل الوسائل المتاحة لدينا".
رد بولندا
في الوقت نفسه، رد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافييسكي، على تصريحات القائد الروسي في تغريدة نشرها الجمعة الماضي، وكتب مورافييسكي: "ستالين كان مجرم حرب، مذنبًا بمقتل مئات الآلاف من البولنديين، الحقيقة التاريخية ليست قابلة للمناقشة، سيتم استدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية".
ودافعت بولندا أيضًا عن قرارها بنقل القوات بالقرب من الحدود البيلاروسية، إذ أشار زبيجنيو هوفمان، سكرتير لجنة الأمن الوطني البولدني، لوكالة الأنباء البولندية، إلى أن نقل القوات مبرر بناءً على التدريبات العسكرية البيلاروسية، التي وصفها بأنها "استفزاز".
الدور الألماني
وتدخلت ألمانيا أيضًا، وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، إن بلاده مستعدة لمساعدة بولندا في تأمين منطقتها الشرقية، وفقًا لما نشرته صحيفة الإكسبريس البريطانية.
وقال بيستوريوس: "هم شركاء وحلفاء موثوق بهم في الحلف، لذا يمكننا القول بثقة إننا مستعدون لمساعدتهم".
بولندا كقوة عسكرية
على الجانب الآخر، علق الروس على التوتر المتصاعد مع بولندا، إذ قال المذيع الروسي سيرجي ماردان، إن موقف روسيا من بولندا، الذي وصفه بأنه "سخيف"، هو "كله في الماضي البعيد"، وتقوم البلاد بتعزيز قواتها العسكرية.
وقال ماردان: "بولندا قوة عسكرية خطيرة وكبيرة، وتبني ميزانيتها العسكرية بطريقة مدهشة، وإمكاناتها العسكرية تضاعفت".
وفي الوقت نفسه، قال محلل في برنامج روسيا 60 دقيقة، إن تعليقات بوتين يجب أن تؤخذ على أنها "تحذير" لبولندا بشأن دعمها لأوكرانيا، ووصف البلاد بأنها الصقر الحربي الرائد في أوروبا.
السياسة والرياضة
في ظل هذا التوتر المتزايد، رفضت بولندا دخول اللاعبة الروسية فيرا زفوناريفا إلى البلاد، قبل بطولة وارسو المفتوحة، بسبب مخاوف السلامة العامة.
ومنع حرس الحدود لاعبة التنس الروسية من دخول بولندا، إذ حاولت اللاعبة فيرا زفوناريفا الوصول إلى وارسو، للمشاركة في بطولة التنس المفتوحة، لكن تم رفضها من الحدود، بناءً على قرار من السلطات البولندية، وفقًا لما أشارت وكالة إنترفكس الروسية.
وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء الروسية "تاس"، قالت زفوناريفا إنها "منزعجة جدًا" من القرار، مضيفة أنها تأمل في "العودة إلى الملعب في أقرب وقت ممكن".
هذه الأحداث تعكس مدى توتر العلاقات بين بولندا وروسيا في الوقت الحالي، التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد كبير في الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة مع استمرار الأزمة في أوكرانيا والمخاوف المتزايدة حول نشاطات مجموعة فاجنر.