لا يزال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يدلي بأوراقه، واحدة تلو الأخرى، منذ انطلاق العملية العسكرية الأوكرانية الدائرة رحاها منذ 24 فبراير من العام الماضي، وتجاوزها اليوم الـ500، كان من بين تلك الأوراق إلغاء اتفاقية الحبوب، وصولًا إلى إعلانه رغبته في استبدال موسكو للحبوب الأوكرانية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وعلى الرغم من العقوبات، ستعمل روسيا بقوة على توصيل الحبوب والأغذية والأسمدة، للدول الإفريقية، في ظل رغبة روسيا تعويض الحبوب الأوكرانية.
وبعد أيام قليلة من تعليق موسكو لاتفاق الحبوب، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا مستعدة لاستبدال إمدادات الحبوب الأوكرانية.
استبدال الحبوب الأوكرانية
وكتب "بوتين" في مقال نُشر على موقع الكرملين على الإنترنت لوسائل الإعلام الإفريقية بمناسبة القمة الروسية الإفريقية المقبلة في سانت بطرسبرج، إن روسيا ابتداءً من يوم الخميس قادرة على استبدال الحبوب الأوكرانية، خاصة أننا نتوقع محصولًا وفيرًا آخر هذا العام.
وأضافت أنه على الرغم من العقوبات التي فرضها الغرب، فإن روسيا ستواصل العمل بقوة لتزويد الدول الإفريقية بالحبوب والأغذية والأسمدة.
11 مليون طن حبوب روسية في 2022
وصدرت روسيا في عام 2022، 11.5 مليون طن من الحبوب إلى إفريقيا، أي ما يقرب من 10 ملايين طن في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، على الرغم من العقوبات التي تم فرضها على صادراتنا، والتي تزيد من صعوبة تصدير المواد الغذائية الروسية إلى الدول النامية، بحسب تصريحات الرئيس الروسي.
وقال بوتين إن صفقة الحبوب استخدمت بلا خجل على وجه الحصر؛ لإثراء الشركات الأمريكية والأوروبية الكبيرة التي قامت بتصدير وبيع الحبوب من أوكرانيا.
حصيلة الاتفاقية
وفقًا للأمم المتحدة، تم تصدير آلاف الأطنان من الحبوب من أوكرانيا حتى الآن، أكثر من 32 مليون طن من السلع الزراعية من أوكرانيا إلى 45 دولة في إطار المبادرة.
أكثر من 1000 سفينة غادرت الموانئ الأوكرانية، إلا أن كمية السلع الزراعية المصدرة قد انخفضت في الأشهر الأخيرة.
واتهمت أوكرانيا روسيا بتأجيل عمليات التفتيش المتفق عليها، وأكدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن المبادرة ستخفض أسعار الغذاء العالمية وتساعد في مكافحة الجوع.
وبمساعدة الاتفاقية، تمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أيضًا من جلب 725 ألف طن من القمح إلى البلدان المتأزمة مثل أفغانستان والصومال.
أزمة عالمية بسبب إلغاء الاتفاقية
ويرجح الخبراء أن يُحدث إلغاء الاتفاقية، أزمة في التوريد، في مختلف بقاع العالم، وخاصة في إفريقيا وآسيا، ما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار في التجارة الزراعية العالمية مرة أخرى.
ويرجع تاريخ اتفاقية الحبوب إلى يوليو 2022 بعد أن منعت روسيا الصادرات البحرية للحبوب الأوكرانية، قبل أن تتفق أوكرانيا وروسيا وتركيا كأطراف في إسطنبول على مبادرة حبوب البحر الأسود، في ذلك التاريخ، مع لعب الأمم المتحدة دور الوسيط.
وتم تمديد الاتفاقية عدة مرات، والتوصل إلى اتفاق ثانٍ في إسطنبول بين الأمم المتحدة وروسيا، وفي مذكرة تفاهم وافقت الأمم المتحدة على دعم تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية دون عوائق إلى الأسواق العالمية، واشتكت روسيا مرارًا من عدم تنفيذ المذكرة، ومنها إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام الدفع الدولي SWIFT.