تحظى الهند بأهمية كبيرة في السياسة الاقتصادية والخارجية لألمانيا، وهو ما يعكسه زيارات الوزراء والمسؤولين الألمان إلى العاصمة نيودلهي، بشكل مُتكرر في الآونة الأخيرة.
وبين رحلات الذهاب والإياب، قضى وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، رحلته التي استمرت ثلاثة أيام، بعد عودة هوبرتوس هايل، ما يعني تحول تركيز برلين بشكل واضح لصالح الهند، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وامتدت الزيارات الرسمية التي تحمل في مدلولها سياسة ألمانيا تجاه البلد الواقع في جنوب آسيا، لتشمل كلًا من وزيرة الخارجية، آنالينا بربوك، ووزير المالية كريستيان ليندنر، ووزير التنمية، سفينيا شولتز، ووزير الدفاع، بوريس بيستوريوس، خلال الأشهر الأخيرة، كل ذلك إلى جانب زيارة المستشار الألماني إلى الهند، ونادرًا ما تحظى أي دولة أخرى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به الهند.
ومن منظور ألماني، تلعب الهند دورًا مركزيًا في التحرر من الاعتماد الاقتصادي على الصين، باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، وأكثر من ربع سكان الهند تقل أعمارهم عن 25 عامًا.
صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية
وتُعد الهند أيضًا سوقًا جذابة للشركات الألمانية، ويجب أن تزود سوق العمل الألماني بالعمال المهرة، وعلى مستوى صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية، فإن الهند لديها مطورو برمجيات مؤهلين تأهيلًا عاليًا، يمكنهم تطوير الرقمنة في ألمانيا، بالإضافة إلى كونها موردًا محتملًا للهيدروجين الأخضر.
أزمة المناخ سور شائك
وأمام التوافق والمصالح المشتركة، تقف قضية المناخ كالأسوار الشائكة في العلاقة بين البلدين، لأنها لا تريد الدولة أن تكون محايدة مناخيًا حتى عام 2070، وتضايقها متطلبات الاتحاد الأوروبي الصارمة للتوجه إلى الهيدروجين الأخضر.
ولا تتنافس ألمانيا فقط على جذب اهتمام الهند، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان وأستراليا تشن أيضًا حملات ضخمة من أجل إقامة شراكات تجارية.
اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي
كما تجري حاليًا مفاوضات مُكثفة حول اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، والتي ظلت لسنوات، ومع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اكتسبت الهند أهمية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وكان من المفترض أن تكون اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي سارية بحلول نهاية العام.
نمو الهند.. وطفرة 2075
وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي سينمو الاقتصاد الهندي بنسبة 5.9 في المائة هذا العام، أكثر من الاقتصادات الكبرى الأخرى، وفقًا لتوقعات بنك "جولدمان ساكس"، ستصبح البلاد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2075، بعد الصين وقبل الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب "دويتش فيله".
التبادل التجاري بين الهند وألمانيا
وهناك أكثر من 1700 شركة ألمانية نشطة في الهند، وتوفر نحو 400000 فرصة عمل، لذلك تُعد ألمانيا هي أهم شريك تجاري للهند في أوروبا، ومن بين أكبر عشرة شركاء تجاريين للهند في جميع أنحاء العالم.
كما تُعد ألمانيا هي سابع أكبر مستثمر أجنبي مباشر في الهند منذ عام 2000، إجمالي الاستثمار من ألمانيا في الهند بين عامي 2000 و2016 نحو 9 مليارات يورو.
واستثمرت الشركات الهندية أكثر من 6.5 مليار يورو في ألمانيا، خاصة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والسيارات والأدوية والتكنولوجيا الحيوية، وتعمل أكثر من 200 شركة هندية بالفعل في ألمانيا.