دعا رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، أستراليا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، خلال استقباله، اليوم الخميس، ميلتون ديك، رئيس مجلس النواب الأسترالي، والوفد المرافق له، بمقر الوزارة في رام الله، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتحدث "المالكي" عن أهمية هذه الزيارة للانخراط مع ممثلي الشعب الأسترالي، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والبناء عليها لتشمل مجالات أخرى.
و استعرض وزير الخارجية الفلسطيني، الاعتداءات والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، وعضوية بن جفير وسموتريتش، وتحريضهم عبر تصريحاتهم ومواقفهم العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ووجوده، ودعواتهم المتكررة إلى قتل الفلسطينيين ومسح الدولة الفلسطينية من الوجود.
وأكد أن تنصل إسرائيل من واجباتها كدولة احتلال، وغياب المساءلة والمحاسبة الدولية لها على انتهاكاتها وجرائمها، يشجعها على الاستمرار بإجراءاتها لضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وتغيير الوقائع على الأرض التي من شأنها أن تُقوض حل الدولتين وفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المتواصلة جغرافيًا والقابلة للحياة.
واستعرض وزير الخارجية الفلسطيني، جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتواصلة من قتل وحرق للمدن والبلدات، وهدم المنازل، وتدمير البنية التحتية، والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين في أثناء تنقلهم داخليًا، وخلال سفرهم عبر المعابر والحدود، والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني المخالف لقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن 2334، إذ وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية ما يُقارب 750 ألفًا.
وأشار المالكي إلى اقتحام مدينة نابلس فجرًا ما أدى لاستشهاد شاب فلسطيني، ومنع مركبات الإسعاف من الوصول إلى المصابين وإطلاق النار تجاهها، في خرق لكل القوانين والأعراف الدولية.
وتحدث عن سياسة إسرائيل العنصرية تجاه الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وممارسة الاعتقالات التعسفية، وخاصة الاعتقال الإداري دون توجيه تهمة، واحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثامين الشهداء المعتقلين بالسجون.
وعبّر عن استغرابه الشديد من ازدواجية المعايير الدولية ومواقف بعض الدول الكبرى، التي تُصرح بأن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، رغم أنها تمتلك العتاد والسلاح والطائرات والدبابات وتستخدمها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكدًا استمرار القيادة الفلسطينية بالدفاع عن حق فلسطين بتقرير المصير ونيل الحرية والاستقلال عبر التوجه للمحاكم والمنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة.
من جانبه؛ أكد "ميلتون" موقف بلاده الداعم لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية وعبر المفاوضات، مشيرًا إلى الخطوة التي اتخذتها الحكومة العمالية بإلغاء اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، متراجعة بذلك عن القرار الذي اتخذته الحكومة السابقة.
كما أشار إلى البيان المشترك لوزراء خارجية أستراليا وبريطانيا وكندا، باعتبار التوسع الاستيطاني عقبة أمام تحقيق السلام، وتأثيره سلبًا على جهود تحقيق حل الدولتين.
وأكد استمرار بلاده بتقديم الدعم التنموي والطبي للشعب الفلسطيني، خاصة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إذ ضاعفت أستراليا الدعم ليصل 20 مليون دولار أمريكي، كذلك عن أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك على الأصعدة كافة.