الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القضية الثالثة لترامب.. الاستقطاب يشعل معركة الرئاسة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تتجه الولايات المتحدة إلى حالة متزايدة من الاستقطاب السياسي، التي من شأنها أن تمهد لمعركة رئاسية قد تكون الأكثر شراسة في تاريخ البلاد، العام المقبل، مع إمكان توجيه الاتهام إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قريبًا في قضية ثالثة. 

وخلال الشهور الأخيرة، صدرت ضد ترامب اتهامات جنائية في قضيتي "شراء الصمت"، و"الوثائق السرية"، وأمس الثلاثاء، تلقى الرئيس الأمريكي السابق، خطابًا من قبل المدعي الخاص جاك سميث، بشأن المثول أمام هيئة محلفين بسبب الجهود، التي بذلها لإلغاء نتيجة انتخابات الرئاسة في 2020، التي خسرها أمام الرئيس الحالي جو بايدن.

وبالتوازي، أعلنت دانا نيسيل، المدعية العامة لولاية ميشيجان، عدة تهم جنائية ضد 16 ناخبًا وهميًا وقعوا شهادات تزعم زورًا أن ترامب فاز بولاية ولفيرين في عام 2020.

ترامب وحلفاؤه يسعون لعرقلة تحقيقات سميث

وأجرى ترامب اتصالات مع كبار حلفائه في الكونجرس، لوضع استراتيجية لكيفية المساعدة في الدفاع عنه ضد الاتهامات الجنائية المحتملة، بشأن جهوده لإلغاء الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 2020.

ووصف ترامب، خلال لقاء جماهيري، نظمته قناة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، بولاية أيوا، أمس الثلاثاء، خطاب الاستدعاء، الذي تلقاه الأحد الماضي، بأنه "يرقى إلى التدخل في الانتخابات"، مضيفًا "هم في عجلة من أمرهم لأنهم يريدونه تدخلًا في الانتخابات المقبلة"، و"لم يحدث قط مثل هذا في تاريخ بلدنا.. هذا وصمة عار".

وتحدث ترامب، أمس الثلاثاء، مع كل من كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، وإليز ستيفانيك، رئيسة التجمع الجمهوري في مجلس النواب، ثالث أقوى عضو جمهوري في المجلس، وتدين بالولاء المطلق لترامب، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مصادر متعددة مطلعة على المحادثة.

وحسب الشبكة، وصف أحد المصادر المكالمة مع ستيفانيك بأنها "محادثة طويلة"، وقال إن الاثنين ناقشا جهودها الشاملة لحشد الدعم من التجمع الجمهوري في مجلس النواب لترامب والهجوم على المستشار الخاص جاك سميث.

وسارع الجمهوريون، ولا سيما في مجلس النواب، إلى التقليل من أهمية دور ترامب في الهجوم على مبنى الكابيتول، 6 يناير 2021، وتعهدوا باستخدام كل أداة تحت تصرفهم للرد على أي تهم محتملة، وهو دليل مألوف للحزب الجمهوري الذي أطلق هجوم متعدد الجوانب على سميث بعد توجيه الاتهام إلى ترامب في قضية الوثائق السرية، واحتشدوا خلف ترامب في أعقاب لائحة الاتهام التي قدمها المدعي العام لمنطقة مانهاتن.

وأحد الإجراءات التي يدرس الجمهوريون اتخاذها حاليًا لعرقلة التحقيقات مع ترامب، استهداف الميزانية الفيدرالية المخصصة لسميث، إذ أعلن النائب مات جايتز من فلوريدا، أحد أقوى حلفاء ترامب في الكابيتول هيل، أمس الثلاثاء، أنه يعتزم تقديم تشريع قريبًا لإلغاء تمويل المستشار الخاص.

ودعت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، من جورجيا، إلى اتخاذ إجراء مماثل. كما ردد النائب الجمهورى بايرون دونالدز من فلوريدا، وهو مؤيد بارز آخر لترامب، دعمه للفكرة، واصفًا سميث بأنه خارج عن السيطرة.

ودعا جيم جوردان، رئيس الهيئة القضائية في مجلس النواب، الكونجرس، إلى وقف تمويل تحقيقات وزارة العدل مع المسؤولين المنتخبين والمرشحين السياسيين وعائلاتهم، حتى يتم وضع سياسة جديدة لكيفية إدارتهم.

وفى حين أن تلك المقترحات تصطدم بعقبة الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، يمكن أن يكتسب مشروع القانون زخمًا في مجلس النواب، إذ يتعرض كبار الجمهوريين لضغوط لاستخدام أغلبيتهم، لعرقلة التحقيقات مع ترامب، وعلى وجه الخصوص، عملية التخصيصات القادمة وقرار التمويل المحتمل في خريف هذا العام.

ويقول الديمقراطيون إن الجمهوريين يتخذون خطوات غير عادية للتدخل في تحقيق جنائي مستمر، ويوجهون اتهامات حول استهداف وزارة العدل لترامب بشكل غير عادل، حتى قبل أن يروا أدلة سميث في تحقيق 6 يناير.

لكن تلك الاتهامات الموجهة من الديمقراطيين لم تردع الجمهوريين، إذ قال جوردان إنه يعتزم التحدث مع محاميه وأعضاء آخرين حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها لجنته في ضوء الخطاب الموجه لترامب.

وطلب جوردان بالفعل من سميث، تسليم معلومات حول نطاق تحقيقاته. وكان هناك أيضًا حديث عن محاولة حمل سميث على الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس، على الرغم من أن جوردان لم يطلب منه ذلك رسميًا.

استهداف جمهوري لبايدن وعائلته

وفي الأيام المقبلة، من المتوقع أيضًا أن يوجه الجمهوريون تركيزهم إلى تحقيقاتهم الخاصة، التي تستهدف الرئيس جو بايدن ونجله هانتر، وبعض مسؤولي إدارته.

لكن ليس كل الجمهوريين مرتاحين لجهود حزبهم للتدخل في التحقيق الجنائي بالقضايا المتورط فيها ترامب، خصوصًا منافسي الرئيس الأمريكي السابق، في الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح لخوض سباق الرئاسة في 2024.

فرصة منافسي ترامب

احتمال توجيه اتهام جنائي لترامب في قضية محاولة إلغاء نتائج انتخابات 2020، من شأنه أن يمنح منافسي الرئيس السابق من الجمهوريين، فرصة لتسليط الضوء على نقاط ضعفه، والعمل على استمالة مؤيديه لصفوفهم.

وأظهر العديد من كبار المرشحين علامات مبدئية على السعي لاستغلال محنة ترامب، حتى لو كان عدم رغبتهم في انتقاده بشكل مباشر، وهو ما يعكس قوة ترامب السياسية، حسب "سي. إن. إن".

ونقلت الشبكة عن حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، إن الفوضى القانونية لترامب أصبحت تشتت الانتباه، مشيرًا إلى أولوية النقاش حول مستقبل الولايات المتحدة.

وقال دي سانتس: "إذا كنت مرشحًا فسنكون قادرين على التركيز على إخفاقات الرئيس بايدن، وسأكون قادرًا على صياغة رؤية إيجابية للمستقبل، لا أعتقد أنه من المفيد لنا إجراء انتخابات رئاسية تركز على ما حدث قبل أربع سنوات في يناير".

من جهتها؛ أوضحت حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي، وجهة نظر مماثلة، لكن بقوة أكبر، إذ قالت لشبكة "فوكس نيوز": إنه "مع التوجه للانتخابات التمهيدية يبقى ترامب والدعاوى القضائية ضده مجرد مصدر إلهاء".