قالت نيرمالا سيتارامن، وزيرة المالية الهندية، اليوم الثلاثاء، إن بعض الدول الأعضاء بمجموعة العشرين نددوا بانسحاب روسيا من اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من أوكرانيا، وذلك في ظل تزايد المخاوف في الدول الأكثر فقرًا من ارتفاع أسعار الأغذية عقب قرار موسكو.
وتوقفت روسيا عن المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بسبب ما وصفته بأنه تقاعس عن تلبية مطالبها بتنفيذ اتفاق موازٍ لتيسير قواعد شحن صادراتها من الأغذية والأسمدة، بحسب وكالة أنباء "رويترز".
وأفادت سيتارامن بأن دولًا أعضاء بالمجموعة نددت بتحرك روسيا خلال اجتماع يستغرق يومين لواضعي السياسات الاقتصادية والمالية بالتكتل في مدينة جانديناجار غرب الهند.
وقالت سيتارامن للصحفيين في نهاية الاجتماع اليوم الثلاثاء: "ندد عدة أعضاء بالانسحاب قائلين إنه لم يكن ينبغي أن يحدث.. لم يكن ينبغي وقف المرور عبر البحر الأسود أو تعليقه".
وأضافت سيتارامن أن وزراء المالية بمجموعة العشرين لم يتمكنوا من التوصل إلى "لغة مشتركة" حول الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 20 فبراير 2022.
وتسبب عدم تحقيق الإجماع في الهند، التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين منذ ديسمبر، في إصدارها ملخصا للاجتماع بدلا من إصدار بيان ختامي مشترك.
وورد في الملخص أن معظم الدول الأعضاء بالمجموعة نددت بالحرب في أوكرانيا، باستثناء الصين وروسيا اللتين نأتا بنفسيهما عن الوثيقة، حيث قالت الصين إن الملتقى ليس المكان المناسب لبحث المشكلات الجيوسياسية.
وقالت سيتارامن إن الهند استندت في البيان إلى الصياغة المستخدمة في قمة المجموعة في العام الماضي في بالي، مضيفة أن الأمر متروك الآن لوزراء المالية لاتخاذ القرار بشأن أي تغييرات خلال قمة في سبتمبر.
ومن خلال رئاستها لمجموعة العشرين، تأمل الهند في التوصل لتوافق على إصلاحات للبنوك متعددة الأطراف وتطوير مبدأ استرشادي عالمي بشأن العملات المشفرة وتسريع معالجة ديون البلدان المهددة، لكن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يلقى بظلاله على الدبلوماسية العالمية.
وقال مسؤول حكومي هندي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن معظم الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا سعت لإدانة روسيا والحرب في أوكرانيا بشدة، في حين عارضت روسيا والصين أي خطوة من هذا القبيل، وذلك في آخر يوم من المحادثات التي تعقد في مدينة جانديناجار غرب الهند.
وأردف المسؤول أن الهند، كدولة مضيفة، لم تتمكن من صياغة بيان ختامي تقبله جميع الدول الأعضاء، إذ أصرت بعض الدول على وصف الصراع بالحرب، بينما تصف روسيا حملتها التي دخلت الآن شهرها السادس عشر بأنها "عملية عسكرية خاصة".
وتبنت الهند موقفا محايدا إلى حد كبير إذ امتنعت عن إدانة الغزو الروسي وحثت على التوصل إلى حل دبلوماسي، بينما زادت أيضا مشترياتها من النفط الروسي منخفض السعر.
والملتقى منعقد في ولاية جوجارات في غرب البلاد، وهو الثالث لوزراء مالية مجموعة العشرين تحت رئاسة الهند، ولم تتمكن الدولة الآسيوية من صياغة بيان مشترك في أي من الاجتماعات الرئيسية منذ توليها رئاسة المجموعة في ديسمبر الماضي.