بعد أقل من شهرين من بدء الهجوم الأوكراني المضاد، هاجمت أوكرانيا جسر كيرتش، الذي تعده روسيا "رمزًا لارتباط شبه جزيرة القرم بالوطن الأم"، في محاولة لقلب الطاولة، بتدمير الجسر الذي يعد خط إمداد رئيسي للقوات الروسية في أوكرانيا، وخاصة في الجنوب الذي تركز فيه أوكرانيا هجومها المضاد.
كييف أعلنت أمس مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أدى إلى مقتل شخصين وتدمير جزئي في الجسر، ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية "إس بي يو"، أن الاستخبارات وسلاح البحرية هما من نفذا الهجوم، بواسطة مسيّرات بحرية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خرج بعد الهجوم، يُندد ويُهدد، وتعهد بأن يرد الجيش الروسي على الهجوم، ووصفه بأنه عمل إرهابي، ولم يمض وقت كبير حتى تعرضت أوكرانيا لوابل من الصورايخ الروسية التي طالت العديد من المدن، بينها ميناء أوديسا.
عودة جزئية
وأعلن مارات خوسنولين، نائب رئيس الوزراء الروسي، إن حركة المرور عادت جزئيًا على أحد مسارات جسر القرم في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين بحسب "رويترز"، وأوضح أن المسار للمركبات المتجهة من بلدة تامان في جنوب روسيا إلى كيرتش في شبه جزيرة القرم.
ليست المرة الأولى
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الجسر للهجوم، إذ تعرض للهجوم في أكتوبر 2022، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإثر اندلاع حريق بسبب الانفجار، لكن كييف لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم وقتها، كما حدث هذه المرة.
أهمية جسر القرم
إلى جانب أهمية الجسر ورمزيته، تضاعفت أهميته مع بدء العملية العسكرية الروسية، كونه حلقة الوصل بين المنطقة العسكرية الجنوبية للقوات الروسية، وطريق الإمدادات إليها، بحسب "بي بي سي".
ويؤدي تدمير الجسر، إلى خسارة كبيرة لروسيا، أولًا لأنه أصبح رمزًا روسيًا، وسبيلًا لإضفاء "الصبغة الروسية"، على الإقليم، إلى جانب أن خسارته الآن، تعني تقويض خطوط الإمداد الروسية، وربما عزل عشرات الآلاف من السياح الروس في شبه الجزيرة.
معلومات عن جسر كيرتش
افتتح الجسر في 2018، وشيد بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويبلغ طوله 19 كيلومترًا، ويصل ارتفاعه إلى 35 مترًا.
يسمح الجسر بعبور السيارات والمعدات العسكرية، إذ يتكون من طريق للسيارات، إلى جانب خط سكك حديدية، وهو الرابط المباشر بين شبكة النقل في روسيا وشبه جزيرة القرم.
ولم يكن غرض تشييد الجسر في البداية، استخدامه في الإمدادات الروسية إلى القوات الأوكرانية، وكانت أهميته في استخدامه بتزويد شبه جزيرة القرم بالوقود والمواد الغذائية، وغيرها من المنتجات.
الأسلحة التي تحمي جسر كيرتش
وتهتم روسيا بحماية الجسر، الذي تعتبره رمزًا من رموز نجاحها، إذ يربطها مع جزيرة القرم التي سيطرت عليها في 2014، وبين أهم الأسلحة التي تحمي الجسر، منظومة "تور"، وهو نظام صاروخي مضاد للطائرات ذاتي الحركة قصير المدى، وهو مصمم للتعامل مع الطائرات الحربية والمروحية والصواريخ المجنحة وقنابل الطائرات المجنحة، بحسب وكالة "سبوتينك الروسية".
المنظومة وهي عبارة عن آلة مجنزرة تحمل 16 صاروخًا، تستطيع الإطلاق أثناء الحركة، وتبدأ التعامل معه خلال 4.6 ثانية بعد ظهوره، ومنظومة "تور-إم 2"، تستطيع إطلاق صواريخها على 4 أهداف دفعة واحدة، في دائرة يقدر قطرها بـ16 كيلو مترًا، وعلى ارتفاع نحو 10 كيلومترات.
بانتسير
وهو نظام دفاع جوي "أرض جو"، مصمم لحماية المنشآت المختلفة، وهو قادر على التعامل مع الطائرات المقاتلة أو بدون طيار، وحتى المروحيات وصواريخ كروز، كما يتعامل مع أهداف برية وبحرية، "ذات الدروع الخفيفة"، على مدى نحو 20 كيلومترًا، وارتفاع 15 كيلومترًا.
ومن أبرز مزايا النظام، قدرته على الإطلاق في حالة الحركة والسكون، ومتابعة 20 هدفًا في وقت واحد، ومهاجمة 4 منها دفعة واحدة.
بوك-إم2:
ثالث الأنظمة التي تستخدمها روسيا لحماية جسر كيرتش، وهو نظام صاروخي ذاتي الدفع متوسط المدى، "صاروخ أرض جو"، وهو مصمم لمهاجمة الأهداف الأرضية والتصدي لصواريخ كروز والقنابل الذكية والطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوراة وحتى الطائرات دون طيار.
والمنظومة قادرة على إصابة الصواريخ التكتيكية المهاجمة على من على بُعد 150 إلى 200 كيلو متر، وبإمكانها ضرب 24 هدفًا جويًا في آن واحد.
"إس-400" تريومف
وهي منظومة مصممة لاعتراض أي هدف جوي، ويصل مداها لـ400 كيلو متر.