الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دول أمريكا اللاتينية وأوروبا.. فرقتها الحرب الروسية الأوكرانية وتجمعها "سيلاك"

  • مشاركة :
post-title
زعماء دول أمريكا اللاتينية وأوروبا خلال قمة "سيلاك"

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد قمة "سيلاك" التي انعقدت في بروكسل أمس واليوم؛ لتعزيز التعاون والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، اختلافات واضحة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وقضايا مثل المناخ والتجارة وحقوق الإنسان.

إذ دعا الاتحاد الأوروبي دول المنطقة لدعم أوكرانيا ضد روسيا، في حين يفتقر عدد من الدول لوجهة النظر الموحدة حول القضية، خصوصًا البرازيل التي تجنبت تقديم أي دعم لكييف، كما أثارت قضايا مثل التعويضات عن الرق وحقوق الإنسان في كوبا والنيكاراجوا توترًا بين الطرفين.

ورغم التوترات، حاول الطرفان خلال القمة تحسين علاقاتهما من خلال التركيز على قضايا مثل تغير المناخ واستدامة التنمية والتعاون، كما حذّر لولا دا سيلفا، الرئيس البرازيلي، من أن سباق التسلح يجعل من الصعب مواجهة التغير المناخي، وأن الحرب في أوروبا تشتت الانتباه عن المشاكل الأساسية في البرازيل.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال اجتماع مع الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، صباح الاثنين "أرحب بعودة البرازيل كلاعب مهم على الساحة الدولية"، مؤكدة أنه "في هذه الأوقات المضطربة، نحتاج إلى أصدقاء مقربين".

وتعود القمة الأخيرة بين الجانبين إلى عام 2015، لذا كانا يحاولان تعويض الوقت الضائع، لكن التسوية لم تخل من صعوبات، إذ إنه منذ بدء المفاوضات حول البيان المشترك للقمة، نشأت خلافات بين الجانبين، خصوصًا فيما يتعلق برغبة الأوروبيين في ذكر قضية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

يحاول الاتحاد الأوروبي حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي لمواجهة روسيا، لكن 33 دولة من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ليس لديها رأي موحد حول هذه القضية ولا تريد أن تهيمن هذه القضية على المناقشات.

في هذا الصدد أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن "الهدف هو أن تدعم جميع دول المنطقة أوكرانيا وتقدم الدعم للحكومة الأوكرانية، على الأقل في تصريحاتها"، فيما كانت قد أبدت البرازيل رفضها إمداد أوكرانيا بالسلاح أو فرض عقوبات على روسيا، بينما قال الرئيس دا سيلفا مرارًا إن كييف وموسكو تتقاسمان المسؤولية عن الصراع، مما أثار خلافات، شأنها شأن كوبا وفنزويلا اللتين تعدان حليفين لموسكو.

في بيان مقتضب صباح الاثنين، لم يذكر الرئيس البرازيلي أوكرانيا، وبدلًا من ذلك ركز على قضايا المناخ، إذ يعد الحد من قطع غابات الأمازون أحد الأهداف الرئيسية لحكومته، على عكس سياسات سلفه جاير بولسونارو، إذ يريد لولا إنهاء قطع الأشجار غير القانوني بحلول عام 2030.

كما طلبت بعض بلدان مجموعة (سيلاك) أن يعالج الإعلان الختامي مسألة التعويضات عن تجارة الرقيق.

وقالت أليسيا باركينز، وزيرة الخارجية المكسيكية، التي مثلت المكسيك في بروكسل عوضًا عن الرئيس اليساري، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الجمعة، إن القمة "لن تكون سهلة"، بعد أن جرت الإشارة بشكل خاص إلى القرار الأخير للبرلمان الأوروبي الذي يدين حالة حقوق الإنسان في كوبا.

كما توترت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما مع نظام الرئيس دانيال أورتيجا في نيكاراجوا منذ عام 2018 ومع فنزويلا منذ إعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيسًا في انتخابات مثيرة للجدل إلى حد ما.

في خطابه لمنتدى الأعمال، لم يذكر الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بشكل مباشر الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكنه أوضح أن الحرب في قلب أوروبا تشتت الانتباه عن المشاكل الملحة للبرازيل.

وقال لولا "الحرب في قلب أوروبا تخلق حالة من عدم اليقين للعالم بأسره، مُضيفًا أن "بعض الموارد تم توجيهها لأغراض الحرب، إلا أنها كانت ضرورية للاقتصاد وللبرامج الاجتماعية"، مُحذرًا من أن "سباق التسلح يجعل من الصعب محاربة التغير المناخي".

وإذا كان الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" زار بالفعل القمة العربية وقمة الاتحاد الإفريقي وقمة مجموعة السبع وغيرها كضيف، لكن باب هذه القمة كان مُغلقًا دائمًا أمامه، فلن يتمكن من الوقوف أمام الكاميرات لمخاطبة القادة المجتمعين في بروكسل.