تشهد العديد من الدول الأوروبية ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، ووفق الأمم المتحدة تعد موجات الحر من بين أكثر الأخطار الطبيعية فتكًا، إذ يموت آلاف الأشخاص من أسباب مرتبطة بالحرارة كل عام، في الوقت الذي تشهد العديد من المناطق الأخرى في العالم هطول أمطار غزيرة وفيضانات.
من جانبها قدّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه بحلول عام 2050، قد يواجه نحو نصف سكان أوروبا مخاطر عالية جدًا من الإجهاد الحراري في الصيف، وأنه من المتوقع حدوث درجات حرارة أعلى من المعتاد في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين على الأقل، مع درجات حرارة أسبوعية تصل إلى 5 درجات مئوية فوق المتوسط لفترات طويلة.
ارتفاع درجات الحرارة حتى أغسطس
وحذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير لها أنه سيصل الحد الأقصى اليومي من درجات الحرارة في بعض المناطق في أوروبا إلى ما فوق 35-40 درجة مئوية في العديد من الأماكن، ومن المحتمل استمرار ارتفاع درجات الحرارة حتى أغسطس.
وأشارت المنظمة إلى أن هناك خطرًا متزايدًا لحرائق الغابات، فيما حذرت إدارة الطوارئ التابعة للاتحاد الأوروبي من خطر "شديد" من اندلاع حرائق في معظم شبه جزيرة أيبيريا، التي تشكل خطرًا "شديدًا للغاية" في أجزاء من إسبانيا.
كما حذّرت التقارير الأممية للأرصاد من الارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة لسطح البحر الأبيض المتوسط خلال الأسابيع المقبلة، وارتفاع درجات الحرارة في شمال إفريقيا لتصل إلى 49 درجة مئوية.
تحذيرات لـ 93 مليون شخص في أمريكا
كما أطلقت هيئة الأرصاد الامريكية منذ أمس تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة لما لا يقل عن 93 مليون شخص، إذ تتصاعد موجة الحر على نطاق واسع في جنوب الولايات المتحدة، وقالت الهيئة الأمريكية المعنية بالأرصاد "الحرارة ستكون شديدة الخطورة وقد تكون مميتة بسبب شدتها واستمرارها لوقت طويل".
ووفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعاني أجزاء من الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر ممتدة منذ أيام، لافتة إلى أنه في كندا تستمر حرائق الغابات التي تحطم الرقم القياسي في حرق مساحات كبيرة من الغابات، إذ شهدت أكثر من 500 حريق غابات خارج نطاق السيطرة حتى 11 يوليو الماضي.
خسائر في الأرواح جراء الأمطار الغزيرة
وعلى الجانب الآخر تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح في أجزاء عديدة من العالم، منها في شمال شرق الولايات المتحدة، إذ أصدرت نيويورك حالة طوارئ فيضانات مفاجئة، وشملت التحذيرات أكثر من أربعة ملايين شخص. وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
هذا بالإضافة إلى الفيضانات في شمال غرب الصين التي تسببت في وفاة عدد من الأشخاص، وفي شمال الهند تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار الطرق والجسور وجرف المنازل وأودت بحياة العشرات، فيما أعلنت دول متقدمة مثل اليابان حالة تأهب شديد لمواجهة أضرار التقلبات الجوية.