وصل جون كيري، المبعوث الأمريكي الخاص بتغير المناخ، الصين، اليوم الأحد، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين واشنطن وبكين، في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية رغم الخلافات السياسية بين البلدين.
مباحثات كيري في الصين
ويشارك جون كيري في محادثات ثنائية مع نظيره الصيني شيه تشن هوا، في بكين، خلال الفترة من 16 إلى 19 يوليو.
وقالت وزارة البيئة الصينية، إن الجانبين سيجريان تبادلًا مُعمقًا لوجهات النظر حول التعاون لمواجهة تغير المناخ.
وتركز المباحثات على قضايا من بينها خفض انبعاثات غاز الميثان، والحد من استخدام الفحم وإزالة الغابات، ودعم الدول الفقيرة للتعامل مع تغير المناخ، بحسب "رويترز".
ويزور المسؤول الأمريكي، الصين، للمرة الثالثة منذ توليه منصبه، ويصل بكين في وقت بدأ يظهر تأثير تغير المناخ ويترافق مع موجات حر في أجزاء كثيرة من العالم، وفقًا لفرانس برس. والصين ليست استثناء وعاصمتها تشهد درجات حرارة تقارب 40 درجة مئوية منذ أسابيع.
وفي الأشهر الأخيرة، تتوالى الزيارات الأمريكية إلى الصين، إذ زارها أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في يونيو، قبل زيارة جانيت يلين، وزيرة الخزانة، أوائل يوليو.
ولم يُجر البلدان محادثات بشأن المناخ منذ نحو عام، وفي أغسطس الماضي، علّقت بكين المناقشات حول هذا الموضوع، احتجاجًا على زيارة لتايوان أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
ويبدو أن الأجواء مواتية لاستئناف النقاشات بعد أشهر من التوتر. ويتمتع وزير الخارجية السابق جون كيري، بعلاقة ودية إلى حد ما وغير منقطعة مع الصين.
ويشغل حاليًا منصبًا مهمًا لأن إدارة بايدن تعتبر أن المناخ هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها القوتان المتنافستان بشدة. ويطمح كيري في "الدخول بحوار مع الصين حول قضية مكافحة أزمة المناخ"، حسبما ذكرت الخارجية الأمريكية.
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية الإخبارية، عن "لي شو" كبير، مستشاري السياسة العالمية في منظمة السلام الأخضر بالصين، إن مكافحة تداعيات التغيرات المناخية، هو الوضع الذي يجب أن يعيد التعاون بين الصين والولايات المتحدة.
وأضاف "لي شو" أنه بغض النظر عن اختلافاتهما السياسية، أصبحت تأثيرات تغير المناخ تمثل تجربة مشتركة لكلا البلدين - لم يعد الأمر عبثًا".
الصين والولايات المتحدة أكبر ملوثين في العالم
وباعتبارهما أكبر ملوثين في العالم، فإن الصين والولايات المتحدة مسؤولان عما يقرب من 40% من الانبعاثات العالمية. وهذا يعني أن محاولات درء التداعيات الأسوأ لأزمة المناخ ستحتاج إلى إشراك هاتين الدولتين القويتين بشكل كبير في خفض إنتاج الوقود الأحفوري.
وكان التعاون المناخي تجمد بين واشنطن وبكين، منذ ما يقرب من عام، وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين البلدين.
وقال "لي شو" إن "تعليق محادثات المناخ يمثل سابقة سيئة للغاية. ويجب ألا تقف التوترات في العلاقات الثنائية في طريق مناقشات المناخ. هناك حاجة إلى مزيد من المرونة".
ونفس الرأي لأليكس وانج، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس، الخبير في سياسة المناخ الصينية، الذي أكد ضرورة أن تكون مواجهة تداعيات التغيرات المناخية مساحة للتعاون الفعّال المشترك، الذي يفيد البلدين وبقية العالم.
وقال: "لدى كل دولة الآن برامج رئيسية للاستثمار في إزالة الكربون وتعزيزها، لكن لا يتحرك أي من الجانبين بالسرعة الكافية".