الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الحرب السيبرانية " تصيب قلب الناتو.. وروسيا المتهم الأول

  • مشاركة :
post-title
قمة فيلنيوس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

لم تكن قمة الناتو الأخيرة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس حدثًا دبلوماسيًا عاديًا، بل كانت في مرمى نيران التهديدات الإلكترونية الروسية ضد الدول الغربية، إذ في خضم انعقاد القمة، تسربت وثائق ومعلومات أمنية عالية السرية على منصات التواصل الاجتماعي، ما دفع السلطات الليتوانية لفتح تحقيق في الحادثة.

ورغم عدم تأكيد صحة هذه التسريبات، إلا أنها شملت تفاصيل دقيقة عن شخصيات وهويات مسؤولي الأمن، وخرائط لطرق انتقال الوفود، وأنظمة الحماية المستخدمة، ما أثار شكوكًا بوقوف قراصنة روس خلف العملية.

وفي ظل التوترات الراهنة بين روسيا والغرب، تعتبر هذه الحادثة محاولة لزعزعة الثقة بين حلفاء الناتو، ودليلًا على تصاعد الحرب السيبرانية بين الطرفين.

بدأت السلطات الليتوانية تحقيقًا في احتمال تسريب وثائق أمنية عالية السرية و"حساسة" تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال قمة الناتو الأخيرة في العاصمة فيلنيوس.

وتضمنت الوثائق المسربة، التي لم تؤكد السلطات الليتوانية صحتها، معلومات عن شخصيات وأسماء الأشخاص المسؤولين عن حماية الوفود الرسمية، وخرائط لطرق انتقالات الوفود، والفنادق التي أقاموا فيها، والأنظمة الأمنية المستخدمة، بالإضافة إلى أخرى عالية الحساسية عن القمة.

وأشارت أوريليا فيرنيكايت، ممثلة جهاز استخبارات الأمن الوطني الليتواني لوكالة "بي إن إس" المحلية: "الوضع معروف، ويتم التحقيق في الحادث بالتعاون مع السلطات المختصة".

ونقلت قناة "أل أر تي" الليتوانية عن خبراء في الأمن السيبراني قولهم إن التسريب "لا يشكل خطرًا إذا تبين أنه صحيح لأنه حدث بعد القمة"، إلا أن المدوّن العسكري الروسي بوريس روزين، نشر ما يسمى بالتسريبات في اليوم الأخير من القمة "12 يوليو"، حتى قبل بدء الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج المؤتمر الصحفي الختامي.

ويبدو أن المعلومات المنشورة تدل على أن مجموعة المخترقين التي تطلق على نفسها اسم "من روسيا مع الحب"، تمكنت من الحصول على معلومات سرية حول قمة "الناتو" والخطة الأمنية المعتمدة هناك، وتسريب 29 وثيقة، إذ تضمنت إحدى الوثائق التي تمت مشاركتها على حساب "تليجرام" قائمة بالفنادق التي توضح بالتفصيل أماكن إقامة الوفود المختلفة خلال القمة، بينما قامت أخرى بتفصيل أوقات وصول المجموعات والوفود الرسمية.

وتضمنت وثيقة أخرى مسربة معلومات حول أفراد أمن يرافقون وفودًا رسمية من بلغاريا وفنلندا والنرويج وفرنسا ولاتفيا وهولندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد وتركيا، كما شملت التسريبات أنواع الأسلحة التي يحملونها ومواصفات أجهزة الاتصال الخاصة بهم، وكذلك معلومات تعريف شخصية عن كل ضابط، بما في ذلك الأسماء الكاملة وأرقام جوازات السفر ومعلومات فصيلة الدم وأرقام الهواتف.

وبحسب المعلومات التي سربها المدوّن الروسي روزين، فإن تركيا أرسلت أكبر عدد من أفراد الأجهزة الأمنية "55 ضابطًا"، تليها بولندا بـ23 ضابطًا، ثم فرنسا 12 ضابطًا، بينما لا توجد معلومات عن عدد ضباط المخابرات الأمريكية.

كما تضمنت المعلومات المسربة قائمة بـ"الأشخاص المهمين للغاية" (VIP)حسب الدولة والرتبة، بالإضافة إلى معلومات أخرى عن الحركة الجوية وقيود حركة المرور وحركة المرور بين روسيا وبيلاروسيا.

ولم تتوقف خطورة التسريبات عند هذا الحد، إلا أنها تضمنت قائمة وأسماء القناصين (17 قناصًا) ومشرفيهم، فضلاً عن محضر اجتماع أمني قبيل القمة.

في الفترة التي سبقت القمة الليتوانية، أصدر قراصنة روس تهديدات "يوم القيامة" وتوقعوا كارثة للعالم بأسره.

ومع ذلك، نظرًا لعدم وجود هجمات كبيرة تم الإبلاغ عنها، قال ليوداس أليساوسكاس، مدير المركز الوطني للأمن السيبراني في ليتوانيا، لمجلة "سايبر نيوز" أنه "من منظور الأمن السيبراني، كانت القمة مملة للغاية".

وقال أليساوسكاس، إننا لم نوثق أي حوادث على البنية التحتية الحيوية، مضيفًا أن مثل هذه التهديدات "مفيدة فقط للدعاية الروسية الداخلية".

على الرغم من عدم تأكيد نطاق وشدة هذه الهجمات، حذر قسم الأمن السيبراني في شركة "بلاكبيري" من أن مجموعة قراصنة مرتبطة بروسيا تعرف باسم "روم كوم" استهدفت الحاضرين في قمة الناتو وكذلك المنظمات الداعمة لأوكرانيا قبل القمة .